إذا كان الحسن الهمداني ونشوان الحميري ومطرف بن شهاب قبل مئات السنين واجهوا عنصرية وعقدة امتياز المذهب الزيدي واصطفائيته الإلهية المزعومة وسلاليته التي لا أسوأ منها في أن الحكم من البطنين، فكيف يتقبلها المرء اليوم في القرن الواحد والعشرين؟.
إن من يؤمنون بتلك الكهنوتية الرثة والاستكبارية المسيئة للإسلام نفسه وللهوية الوطنية يشكلون خطراً على المواطنة المتساوية وعلى الجمهورية كما على الديمقراطية وتكافؤ الفرص مؤججين للطائفية عبر إحياء مشكلة تاريخية لطالما عانت اليمن منها.
ثم من ينكر أن أكثر من نصف ضباط وجنود سبتمبر على سبيل المثال كانوا من الهاشميين التواقين للثورة والعارفين بحمق الوعي الإمامي، كما يؤكد جزيلان أحد أبرز وأهم قادتها، وإن الذي يتحجج بمظلومية الهاشميين جاهل ومدلس، باعتبار أنه لا يخلو منصب أو مكان رفيع في الدولة منهم..
إن سبتمبر لم يأت لاستهداف الهاشميين على الإطلاق بل لمحو حاكمية متخلفة وبغيضة كالولاية للبطنين وإزالة الفوارق بين الناس.
صحيح حدثت أخطاء على مدى خمسين عاماً بعد ثورة سبتمبر الخالدة وبالذات من القبيلة المسيطرة التي كانت آفة النظام الجمهوري، فاستمرت اليمن تدور في ماراثون عذابات، من حق المذهب في الحكم إلى حق القبيلة في الحكم، بينما سنظل نطالب بحق الدولة وحدها في حكم يمن لكل اليمنيين، ولذلك فإن ما حصل لا يبرر تهافت العودة والتمييز الطائفي بقدر ما يجب أن يبقى خيار المواطنة المتساوية والدولة القوية الضامنة هو الخيار الوطني الجامع.
fathi_nasr@hotmail.com