وانا ابحث في جوجل عن أناشيد أو أغاني وطنية وجدت أن أغلب روادها الكبار من الشعراء والفنانين الذين كانوا لا زالوا على قيد الحياة في فترة توليه لوزارة الثقافة وقبلها الهيئة العامة للكتاب قد كرموا بشكل أو بآخر ؛ وفي بعض مقابلاتهم لا يذكرون أحدا من المشهد الراهن آنذاك مثلما يتذكروا خالد الرويشان
من هؤلاء الفنانين الرواد فرسان خليفة ومحمد مرشد ناجي والشاعر احمد الجابري ، والمعلم الفنان هاشم علي ... وآخرين كثيرين لا تحضرني أسمائهم
التكريم هنا رمزي ، في زمن عز فيه الاعتراف بالفنان والمبدع والأديب ، زمن القاعدة فيه هي عدم اعتراف اليمن بأرواحها الكبيرة ، زمن القيمة العليا فيه أعطيت لقاطع الطريق والمتسلط والشيخ والنافذ ؛ تكريم رمزي قام به خالد الرويشان يتجاوز في مدلوله طبع كتاب أو أعمال شاعر أو إقامة معرض فني أو حفل تكريمي تتخلله الكلمات والأغنية أو التقاط الصور التذكارية أو أي دعم قدمته الوزارة وصنعاء عاصمة الثقافة لهؤلاء الرواد.
التكريم في دلالته الأساسية هو الرسالة التي قالها خالد الرويشان والجمهور والمتابعين لأولئك الرواد والمبدعين ؛ باسم كل اليمنيين قالوا لهم : نحن نحبكم ونقدر مسيرتكم في الخلق والإبداع التي أثريتم بها حياتنا وذاكرتنا وثقافتنا وهويتنا
قال لهم جميعاً واحدا واحدا بالقدر الذي يستطيع من التكريم : نحن نجلكم يا أرواحنا الكبيرة .. أرواحنا الكبيرة التي لن يبقى مايعرف بنا كشعب سواها.
لا يعدم خالد الرويشان الطريقة التي يعبر فيها عن إنتماءه العميق لهذه اليمن التي تتوحد بها ذاته الأصيلة.
مرة بطباعة الكتب لعشرات الشعراء والروائيين والكتاب الشباب في فترته ب " الهيئة العامة للكتاب " ، ومرة بإحياء الفعل الثقافي ونشاطاته في حدود الممكن في ظل نظام لا يؤمن بالثقافة بل ويتحسس منها ؛ ومرة باستلهام حلم شباب الثورة الشعبية في ذاته وكتاباته التي تمازجت مع الهم العام لليمنيين وما طالهم وطال حياتهم ودولتهم ووطنهم من استنزاف وخراب ودم واحتراب وانفلات وتغول وهاوية ما زال قاعها بلا قرار حتى الآن
أحييك وأشد على يدك أيها اليمني حتى الأعماق خالد الرويشان