|
|
|
|
|
هل ينجح العدو في مواصلة التهجير؟
بقلم/ دكتور/عبدالعزيز المقالح
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 27 يوماً السبت 24 إبريل-نيسان 2010 05:33 م
كأنما الكيان الصهيوني العدواني لا يكتفي بتشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني في أرض الله التي لم تعد واسعة بالنسبة لهم وإنما يسعى إلى المزيد من التسفير والتهجير انطلاقاً مما تصوره له أوهامه المريضة أن في مقدوره إبعاد وتشريد من تبقى على أرضه من أبناء المحنة . وما محاولته الأخيرة لإبعاد الآلاف من الضفة إلاّ ضرب من جس نبض للضمير العربي والعالمي ورصد لردود الأفعال التي على ضوئها يواصل حملته التطهيرية في واحدة من أبشع الجرائم التي ترتكب في حق الإنسانية ليس في هذا العصر وإنما على مر العصور . إذ لم يسبق أن تآمر قوم ينتمون إلى أوطان مختلفة على اغتصاب أرض غيرهم وطرد أهلها ليحلوا محلهم ويسكنوا في مساكنهم كما حدث ويحدث مع وطن الفلسطينيين .
سؤال كبير على مستوى الكرة الأرضية، وقد طال الانتظار للرد عليه من قادة العالم ومنظماته الحقوقية التي تواصل الفرجة على هذه الجريمة البشعة منذ أكثر من ستين عاماً . وإذا كان موقف الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية يهمنا فإن الذي يهمنا أكثر موقف قياداتنا العربية التي تبدو أحياناً وكأنها قد تحولت إلى طرف محايد ينظر إلى المأساة وكأنها ليست في قلب الوطن العربي وأنها لا تزال تشغل وجدان كل مواطن في هذه المنطقة القلقة المتوترة والتي لن يهدأ حالها أو تشهد نوعاً من الاستقرار الحقيقي في وجود هذا الكيان الذي لم يعد يلقي بالاً إلى أولئك الذين صنعوه وأخرجوا له مسرحية "وطن الميعاد" فضلاً عن أنه لم يعد يقيم وزناً لغيرهم ممن لم يشاركوا في إعداد هذه المسرحية أو في إخراجها كما هو الحال مع روسيا والصين .
ويمكن القول إن ردود الأفعال كانت إيجابية تجاه المحاولة الأخيرة للكيان الصهيوني في إبعاد الآلاف من الفلسطينيين عن أرضهم تحت مزاعم مثيرة للسخرية . لكن لا يكفي أن تظل ردود الأفعال تراوح في منطقة الاستنكار والشجب من دون مواجهة جادة لا سيما من الدول الكبرى ومن الولايات المتحدة على وجه أخص، لأنها تمتلك إمكانات الردع بما لها من "سوابق فضل" لا تنكر لدى هذا الكيان ولأنها باتت تتعرض لموجة عاصفة من الكراهية المتزايدة . ليس في الوطن العربي والعالم الإسلامي فحسب وإنما في جميع أنحاء العالم نتيجة انحيازها التام والمستمر لهذا الكيان العدواني الذي لا يكف عن ممارسة أبشع الأساليب وأكثرها إجراماً في حق المواطنين الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية .
لقد كان الشعب العربي ولا يزال وأعني به هنا الجمهور الذي يشكل الغالبية - متقدماً من بعض الزعامات العربية التي تغالط نفسها ومواطنيها بأن إقامة الاتصالات مع الكيان ليست إلاّ لبذل الجهد في تقريب وجهات النظر بين العدو وضحاياه، ويتمنى الشعب العربي أن يصحو ذات نهار جميل على أخبار قطع العلاقات مع هذا العدو وإعلان اليأس الكامل مما يسمى بالمساعي (المشكورة) التي أثبتت فشلها وأسهمت في تضليل كثير من الشعوب التي كانت قد قطعت علاقتها بهذا الكيان ولا تزال على استعداد لأن تعيد مقاطعته في أعقاب ممارسته الإرهابية الجديدة وفتكه المتواصل بضحاياه من النساء والأطفال والشيوخ .
"الخليج" |
|
|
|
|
|
|
|