على طريق التحضير للمؤتمر العام السادس، من المقرّر أن ينعقد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي اليمني في مرحلة تاريخية مهمّة بعد التئام اللجنة المركزية للحزب السبت القادم؛ لذلك يقف الاشتراكيون اليوم أمام خيارات التطوّر والتجديد بكل مسؤولية وثقة.
والثابت هو أن انعقاد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي يمثّل مرحلة سياسية مهمّة في مسيرة الحزب الوطنية والنضالية؛ خصوصاً في ظل ظروف عديدة معقّدة جداً تعيشها اليمن؛ ولقد راهن الحزب دائماً على الديمقراطية والإرادة ومواجهة التحدّيات والمزيد من التلاحم على الرغم من كيد العواصف التي لا تهدأ.
والحاصل أن المجلس الوطني الحزبي هو المرجعية الحزبية العليا بين مؤتمرين عامين؛ وفي المقابل صار الحزب يعوّل كثيراً على تيار الشباب والنساء والمهنيين وطاقات الإبداع المختلفة فيه لتعزيز قدراته ونهج التجديد الديمقراطي لبنيته التنظيمية عبر تمكينهم من الارتقاء بمستوى المشاركة وتحمُّل المهام.
ففي خضم معركته من أجل اليمن الجديد؛ يحتاج الحزب الاشتراكي إلى روح جديدة ودماء جديدة تدافع عن مشروعه المجتمعي بأبعاده التحرّرية والحداثية بما ينسجم مع خياراته المستقبلية، بل لعل الأهمية الاستثنائية لهذا التجمُّع الاشتراكي الفريد ترجع إلى أنه الأول منذ اندلاع ثورة 2011م في اتجاه المؤتمر العام السادس.
وفي محطات قاسية كالتي نمرُّ بها اليوم، وتدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد؛ يدرك الاشتراكيون تماماً أهمية امتلاك القناعة والشجاعة لتقييم المسار وتصحيحه، فضلاً عن أنه لابد من تدعيم الأسس المتينة لاستمرار فاعلية هذا الحزب العتيد الباسل الذي تتربّص به قوى عديدة ومراكز نفوذ بغية تشظّيه وشل فاعليته واستلابه ومحوه من الوجود إن استطاعوا.
فمنذ مؤتمره العام الخامس “مؤتمر الشهيد جار الله عمر” تجاوز الحزب الاشتراكي اليمني أزمات عديدة وخلافات دأبت على تغييبه وتنميطه؛ إذ استمر مقاوماً ومتشبّثاً بخياراته المبدئية لتعزيز دوره النضالي العام.
وفي السياق؛ لطالما كان الاشتراكي هدفاً من أهداف الإرهاب والتخلُّف والرجعية والغلبة، كما كان هدفاً للسُلطة العصبوية الغاشمة التي كانت وراء نشوب نكبة حرب صيف 94م؛ غير أنه استطاع تفعيل دوره المدني والوطني الريادي بالرغم من كل الظروف الصعبة والقاهرة، مدافعاً عن قيم العصر والعقلانية والتعايش والحريّات والحقوق وروح الوطنية اليمنية التي يتم تجريفها من قبل الهمجيين وقيم مشاريعهم الصغيرة المهيمنة على الدولة والسياسة والمجتمع.
ومن الطبيعي ـ لا شك ـ أن يشكّل انعقاد المجلس الوطني للحزب محطّة انعاشية مهمّة ونوعية، إضافة إلى أنها ستحدّد دوره في المرحلة القادمة كونه على رأس القوى الديمقراطية والتقدّمية والوطنية الحاملة للمشروع النهضوي اليمني الجامع.
fathi_nasr@hotmail.com