ينبغى عدم الاستمرار في عبء الاحتكارات والهيمنات الثأرية المتوالية، وعناصر التحفيزات والاستقطابات اللا وطنية كقدر لا فكاك منه.
فمن تجلّيات هذا الفرز الحصري التسويغ لانهيار الهوية الوطنية والتمرُّغ في الهوية الطائفية وتجاوز السياسة والانغلاق الطائش على ما تقرّره إرادات جماعات القوى، لا الانفتاح على البرامج واحترام سمة التعدُّد الوطني، وإرادة الاختيار الحر، وعدم اختزال اليمن بتكتيكات جماعات المصالح واستراتيجيتها الأصولية والقبلية الشرهة واللا عقلانية.
في المحصلة يجب تقديم مثال وطني فارق يجلب الطمأنينة والسلام إلى اليمنيين، لا الإعلاء من شأن السلاح والعصبويات، ووراثة دور الإفساد واستغلال الدولة وتجييرها، والإقهار للمختلف، واحتقار مساعي ونضالات الحركة الوطنية من أجل الإصلاحات والعدالة؛ ومن ثم الرمي عرض الحائط بكل ما تراكم من وعي ديمقراطي وأساليب تداولية حديثة تبقى ذات إجماع، بالرغم من كل سوءات الانحرافات التي حدثت سابقاً، ولطالما عانى منها الشعب اليمني العظيم وهو في طريقه الكفاحي الموضوعي الطويل الذي لا يجب التراجع عنه بأي حال من الأحوال، باعتباره الطريق الذي يوحّد طاقات اليمنيين ولا يقسمهم، ولذا يجب العمل على تنميته وتوسيعه وتحصينه، والاستمرار بالخوض السوّي فيه وفق خطوات وإنجازات حيوية تنشد الصواب الوطني وصنع التراكم الإنجازي الخلّاق الذي ستصل عبره اليمن إلى ما تنشده من مستقبل يجلب الاعتزاز والسعادة لكل اليمنيين.
أخيراً يقول «ماركس» إن التاريخ لا يعيد نفسه أبداً، وإن عاد، فإنه يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة..!!.
fathi_nasr@hotmail.com