السلاح هو العدو الأول لليمنيين .. إنه منبع اللادولة ، يجردنا من الإنسانية، فيما لا عقل له ولا أخلاق ولا دين. والشاهد أن للسلاح تأثيره الملحوظ على الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي في حياة اليمنيين للأسف، بل إن حياة اليمني تبدو مصاغة وفق رتابة تصدره لأولوياتنا، ولذا تتطفل الأسلحة على إمكانياتنا المتاحة للتعايش واحترام القانون والمواطنة .
والحاصل ان إقصاء المدنيين والنظر إليهم بازدراء كونهم ليسوا مع ثقافة السلاح المهيمنة، من أبرز مشكلات هذا الحس الطاغي للسلاح .
من هنا يمكن الخلوص الى ان الطامة الكبرى ستكون متمثلة في ان يدير الاحتكام للسلاح عقلياتنا بلا منازع مــن الآن وصاعداً !
وإذاً : أما آن لهذه الآفة أن تنتهي ؟
أما آن لهذا الانفلات المروع لآلة الموت المجانية ان يقف عند حد بدلاً عن تناميه المتفاقم ؟
فوق هذا يعد السلاح هو الركيزة الأساسية في الهوية ماقبل الوطنية كما تؤكد أغلب الوقائع ، حتى انه جعل أيامنا في صورة اشد تخلفاً وظلامية، إضافة إلى انه تسبب بخراب الذات والمعنى أيضاً . بل انني أكاد أجزم بأنه المتسبب الرئيسي في الانحطاط الجمعي الذي نعيشه منذ عقود على أكثر من صعيد.