إذا تمت الموافقة على الحوار في الرياض، ينبغي أن تحدد مرجعياته وأن يبدأ من النقطة التي توقف عندها المتحاورون في الموفمبيك، مع عدم إغفال المتغير الجديد وهو تمكن الرئيس هادي من الوصول إلى عدن، وبالتالي يجب أن يكون له مندوب في الحوار يمكنه أن يبدي ملاحظات على ما تم إنجازه.
كما أنه من المهم قبل الشروع في الحوار التأكيد على مخرجات مؤتمر الحوار المتوافق عليها واتفاق السلم والشراكة، إضافة إلى دور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر حتى يكون الحوار في الرياض امتداداً للحوار في صنعاء.
عقد الحوار في الرياض سيكون مؤشراً على انطلاق عهد جديد للعلاقات اليمنية - السعودية بشكل خاص واليمنية - الخليجية بشكل عام، يمكن من خلاله ترميم الاختلالات التي شابت تلك العلاقات خلال العقود الماضية، وإيجاد حلول لمختلف المشكلات، والعمل على تكامل اقتصادي، إضافة إلى حلول شاملة للملف الأمني في المنطقة برمتها كمنطقة واحدة لا يتجزأ الأمن فيها، فدول الخليج تريد حتماً أمن واستقرار اليمن، لأن ذلك من صميم أمنها كدول وكأنظمة.
أتمنى أن لا تفوت الأطراف السياسية اليمنية هذه الفرصة التاريخية، فقد تكون آخر الفرص للمحافظة على اليمن ووحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي، وأتمنى كذلك أن لا تفوتها دول الخليج، وأن تبذل كل جهد ممكن لإخراج اليمن من أزمته والمحافظة على وحدته، فتفكك اليمن معناه الشروع في تفكيك الدول المحيطة وبالأخص السعودية وفقاً لسيناريو غربي يسعى لإنتاج دول طائفية في المنطقة، على اعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة والدائمة والأقل كلفة لحماية أمن إسرائيل ووجودها.
كما أن الوصول إلى تسوية في اليمن قد يؤدي إلى أن تقوم دول الخليج بنفس الدور بالتعاون مع إيران في سوريا والعراق بما يزيح عن المنطقة شبح الحروب الأهلية الطائفية والمذهبية، ويوقف تداعياتها في سوريا والعراق.
albkyty@gmail.com