هذا الرجل يبعث فيني الثقة المطلقة بالنصر، هذا الشاب الثلاثيني يدهشني في الأزمات والمواقف الصعبة، ففيها تزداد رباطة جأشه، وقوته، وثقته بالنصر، أحسده على أيمانه العميق وثقته المطلقة، يا الاهي: من أين يأتي بكل هذا اليقين؟، من يعطيني بعضاً من ايمانه وبالأخص في هذه الظروف!!!....أتحدث عن قائد أنصار الله "الحوثيين" السيد عبدالملك الحوثي.
اختلفت وسأختلف مع أنصار الله فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، لكننا سنتوحد تحت قيادة هذا الرجل لمواجهة العدوان الخارجي، سأعمل تحت أمره في أي مكان وفي أي موقع لجبهات القتال، سواء العسكرية أو الإعلامية أو السياسية.
هذا الرجل الذي قال لبعض من زاروه: (لا تردوا على انتقادات علي البخيتي لنا، هو معنا وان اختلفنا معه، ما يجمعنا به أكثر من ما يفرقنا، ولن يكون تابعاً لأي طرف، هو حر وسيبقى حراً)، هذا الرجل الذي كان يُكلف بعضاً من أعضاء المجلس السياسي لأنصار الله –في أوج هجومي ونقدي اللاذع لهم- بالاتصال بي وسؤالي ان كنت محتاج لأي شيء، هذا الرجل الذي كلما ارتفعت حدة نقدي لتياره السياسي كلما زادت رسائله الإيجابية لي، حيث قال لي فيها بعض زملائي السابقين في الجلس السياسي: يا أخي لا نعرف لماذا لا يزال السيد يثق فيك الى هذه الدرجة، كُنا اقرب لك وأكثر التصاقاً بك ومع ذلك لا نحمل كل تلك الثقة فيك بعد ما كتبته من نقد لنا.
لم تخذل الوطن يا عبدالملك، ونحن لن نخذل الوطن كذلك ولن نخذلك، راهنت على مواقفنا عند الشدائد وعلى أن ما يجمعنا أكثر من ما يفرقنا وها نحن نقول لك: امخض بنا عرض البحار واضرب بنا حيث ما تشاء في الدفاع عن الوطن ضد العدوان السعودي، وضد أي عدوان خارجي، وسنكون عندها –فقط- جنوداً للوطن تحت قيادتك، هكذا قلت للأستاذ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله والأستاذ حسين العزي عضو المجلس عند اتصالهما بي بالأمس.
أقول ذلك بعد المواقف المخزية لأغلب التيارات والأحزاب السياسية اليمنية من العدوان السعودي، التي عجزت حتى عن ادانة العدوان، وتلجلجت في الإشارة اليه وتوصيفه بوضوح، أغلب تلك القوى لم أكن اراهن عليها من الأساس مثل الإخوان المسلمون والحزب الناصري، لكن ما صدمني هو موقف الحزب الاشتراكي اليمني، الذي لم يُشر في موقفه الى وجود عدوان على اليمن ولم يدن ذلك العدوان، انما اكتفى بالمطالبة -في النقطة الثالثة من الموقف المنشور في موقع الحزب- بوقف الغارات الجوية، وطالب الحوثيين في النقطتين التان قبلها بالانسحاب من صنعاء ووقف توسعهم وغيرها من المطالب، وكأنه يضع شروطاً لوقف تلك الغارات، أو أسبقية الحوثي في تنفيذ ما طالبه الحزب به قبل وقف الغارات، هذا بحسب تسلسل تلك النقاط.
ما أصعب الشعور بالخذلان من حزب عريق ووطني كالحزب الاشتراكي اليمني الذي طالما راهنت عليه وافتخرت بالانتماء اليه، أصبح الحزب مسلوب الإرادة تماماً لا أدري لمن ولا كيف تم ذلك؟!!، الى الدرجة التي يعجز الحزب فيها عن ادانة اعتداء وقصف وحشي على اليمن من دولة أخرى، ولا يأتي على ذكره الا باستحياء وفي النقطة الثالثة وعبر مطالبة خجولة وكأنه حزب في دولة أخرى وليس في اليمن.
أعرف أن الحزب الاشتراكي لا يتقاضى أموال من أي دولة خليجية كبقية الأحزاب التي تجاهر بدعمها للعدوان، أو تدينه في بيانها وفي نفس الوقت الذي يحضر فيه أمينها العام السابق –والذي يشغل منصباً قيادياً آخر الآن- خلف الرئيس الفار هادي وهو يستجدي دول الخليج الاستمرار في هتكهم لعرض بلده وسيادته، هذا ما فعله عتواني الناصري في قمة شرم الشيخ، وما فعله جباري العدالة والبناء أيضاً.
ما هذا الموقف المخزي للحزب الاشتراكي؟، وما هو ثمنه؟، مع أني على ثقة أنه موقف تم بيعه بالدين، ودون أي مقابل، وهنا تكمن الكارثة أننا أمام حزب انبطح للخليج على الآخر دون حتى أن تربطه بأي من دوله أي علاقات خاصة، انبطح مثل الآخرين فقط لأنهم انبطحوا.
ما الذي سيقوله جمال عبدالناصر للناصريين لو شاهد عتوانيهم خلف هادي وهو يمارس الخيانة العظمى علناً ضد بلده؟، كيف كان سيكون موقف عبدالفتاح إسماعيل لو قرأ موقف الحزب الاشتراكي الذي لم يدن العدوان أو يصفه حتى بكلمة مثل: "اعتداء" أو "تدخل".
وقَفتُ مع الحوثيين في بداياتهم عندما كانت سجون صالح تعج بهم، وشاركتهم زنازينهم، واستقلت من جناحهم السياسي في قمة قوتهم وجبروتهم بعد حصارهم لهادي في منزله واعلانه الاستقالة، وسأتحالف معهم اليوم والعالم كله تقريباً يعلن حربه عليهم، دول عربية وغربية وإسلامية وبذريعة مواجهة الحوثيين تشارك في العدوان على اليمن بعد أن باعت مواقفها بعروض مغرية في ماخور أموال النفط الخليجية.
سأتحالف مع أنصار الله وأعمل تحت قيادة عبدالملك الحوثي حتى ننتصر كيمنيين ويتوقف العدوان السعودي الذي يستهدف إعادة اليمن الى بيت الطاعة، أو تدمير ما تبقى من الدولة على أمل تحويلها الى سوريا أو عراق أو صومال آخر في حالة عجزوا عن تجديد عقد الوصاية، فرسالة العدوان واضحة: اما أن تعودوا الى بيت الطاعة أو سيتم تدميركم.
ومن اللحظة التي يتوقف فيها العدوان قد أختلف مع أنصار الله مجدداً في اليوم التالي إذا ما استمروا في ارتكاب الأخطاء والتجاوزات والانتهاكات التي دفعتني للهجوم عليهم وانتقادهم، أو إذا ما قرروا الاستفراد بقرار اليمن لوحدهم واقصاء كل التيارات الأخرى أو بعضها، أو إذا ما استمروا في التضييق على الحريات السياسية والإعلامية والشخصية.
عبدالملك: أنت أكفأنا لقيادة هذه المعركة، وسنكون معك في كل معركة توجه بنادقك فيها تجاه عدو خارجي دفاعاً عن اليمن وسيادته، وسنكون ضدك لو كنت من اعتدى على السعودية أو أي دولة أخرى، وسنكون ضدك أيضاً عندما توجه بندقيتك ضد قوى ومكونات محلية في معركة خارج سياق الدفاع عن النفس، وأهمس في أذنك قائلاً: إن بعض المعارك الأخيرة التي خاضها أنصار الله كانت خارج ذلك السياق وأتمنى أن لا تتكرر.
"صحيفة الأولى"