الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2024آخر تحديث : 09:29 صباحاً
انضمام تحالفات جدبدة للمخيم السلمي بابين .... وفاة وإصابة 15 شخصا من أسرة واحدة بحادث مروع بذمار .... افتتاح المرحلة الثالثة لتوسعة مركز الاختبارات الإلكتروني بجامعة صنعاء بتمويل يمن موبايل .... الضريب يتلف محاصيل المزارعين بذمار .... مقتل شاب علي يد ابية طعنا بالسكين في يافع .... وفاة شاب يمني عطشا وهو في طريقه الى السعودية .... 1500ريال سعر الكيلو الموز بعدن .... رجل بقتل شقيقه في الضالع .... اقدام امرأة على الانتحار بلحج تعرف على السبب .... وفاة عامل صرف صحي في عدن ....
صحفي/فكري قاسم
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed صحفي/فكري قاسم
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
صحفي/فكري قاسم
سلام يانبيل الأسيدي
عن تدمير القصر الجمهوري في تعز .. حبوبين والا لا؟
من ذولا الحمير
إننا في محنة حقيقية يا الله .
مجنون بيده حجر؟!
ورجعوا لا فوق صالح ؟!
محنة أهل الكهف ..!
موسم " الشواعة" في تعز
إخوة الشامبانزي
الأذن الصنجاء؟!

بحث

  
من حكايا الحرب (1)..أغنى إنسان في اليمن
بقلم/ صحفي/فكري قاسم
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 19 يوماً
الأحد 03 مايو 2015 09:25 م


في أوقات فراغه يلهو في المزرعة ويجني اموالا طائلة وبقية الوقت يوزع البهجة للجميع ولا يوم شفته ضابح اويحسب للخسارات. يشتري لنا كل شيء وتشوفه يأكل كدمة وسحاوق وهو مبتسم ويعزمك بإلحاح : هيا ياعم ، أمانه طعم من قلبه ، وقلب "البرطي" طهور ونظيف ورأسماله كبير جدا ، وكل اللي يعرفوه يصيحوا له " يابرطي" ويرد على الكل ولايرد احد خائبا وكسر راسه لو جلس يرتاح ويفصلوا النت ، وهو شخص دؤوب ويحب الاحاطة بكل مايدور في المزرعة .

 اسمه في البطاقة : ابراهيم محمد الكحلاني ، وله ضحكة بريئة وتدخل القلب بسرعة والموتر حقه وسيلة نقل عامة لاتعجزها الحرب . قطعوا البترول ، مشى الموتر بالكيروسين ، اعتدم الكيروسين " الجاز" مشاه بتينار وبكره بيقطعوه ويمشيه بسليط جلجل ، وخدماته 24 ساعة لاتتوقف يوصل هذا ويوصل ذاك ومافيش حي ولا هيجة الا والبرطي يعرفها ومافيش مهرة الا ويعملها لك البرطي . يصلح شبكة الوايرلس بحرفنة عالية ، ويصلح التلفزيون لو تعطل ويفهم في الكمبيوتر ويصلح القصب حق الماء ويفكفك الماطور الكهربائي ويرجعه يمشي على غاز بدلا من البترول المعدوم .. وبعد ان ينتهي من كل خدماته يطرح المدكى ويفتح من جواله اغان يمنية متنوعة ترد الروح ، وتتصل به وهو يسوق الموتر يوقف يكلمك ويسجل احتياجاتك الإضافية في مفكرة التلفون وينتهي من تسجيلها يتصل لخطيبته وهو يسوق ويقولها : مالك ماتسمعيش ؟ ومن ثم يحدثها عن اخر اخبار الضربات الجوية باعتبار الموتر حقه طيارة تمشي على الارض .

 من بعد" عقد القران " تم إضافة خط رحلة جديد لموتر " البرطي" وصار شهريا يقطع المسافة من تعز الى " التربة" فوق الموتر لزيارة "المرة" وماعد يوصل جنبها الا وقد هوه اغبر أدبر ورائحة التينار تسبقه الى الباب ، وهي تشوفه أوسم واحد في الدنيا . وله ثلاث سنين داخل في جمعية يوالف مهر الزواج . وقبل شهرين دفع المهر كاملا 600 الف ريال وحدثني بفخر : خلاص ياعم دفعنا المهر كله ، باقي حق الفستان و5000 الف ريال غلاق بدلة العرس حقي عند الخياط ، ونزيد ندبر السيارة حق يوم الزفة والبرطي يروح المره ، وأهه.

كان يفترض ان يتزوج " البرطي" هذا الشهر لكن قرحت الحرب وقال لي وهو يضحك : شفت الجماعة ياعم ؟ دريوا ان البرطي بيروح المرة قرحوها حرب ، لكن الله ع ينصرني عليهم في المزرعة .وأمس كان مخزن جنبي وهو قلق .. قلت له : مالك يابرطي ؟ قال لي : عم ممكن اولع الماطور شويه اسقي المزرعة بس واطفيه وحال انتهي من مهمته تلك عاد الي فرحانا يضحك لأنه لايزال يجني ارباحا طائلة في المزرعة السعيدة .

 من الحظوظ الجميلة في الحياة أن يصبح هذا البرطي رفيقك الذي لم يحدثك يوما عن القناعة وتشاهده يزبط كل الخسارات بقدميه المشققتين من الريح ويعيش بسعادة لاتتوفر لدى اثرى الأثرياء في البلد .

البرطي مش هو موظف مع الدولة ولم ينهي تعليمه الثانوي لا مخسر الحكومة أي شيء ، وهو كائن خفيف على الحياة ويعمل معي "حارسا" للصحيفةـ و لوغاب "البرطي"عنا يوم واحد نشعر بالوحشة وباليتم وله صوت جميل ، يهبط علينا كالنسيم العليل ونحن نرتكض بوعثاء العمل وهو مخزن في مكانه المعتاد يدندن للحياة بصوته يملأ جو العمل بالوداعة . ولد البرطي في تعز لأب من حجة وأم من الحجرية وعاش في " الحجملية" وهي حارتي التي يتنازعها الان شبح المليشيات وملامح احتشاد طائفي سيجعل "البرطي" يوما ما حزين .

*

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
صحفي/فكري قاسم
سلام يانبيل الأسيدي
صحفي/فكري قاسم
أستاذ/عبد الباري عطوان
قراءة فيما بين سطور القمة الخليجية التشاورية في الرياض
أستاذ/عبد الباري عطوان
دكتور/عبدالعزيز المقالح
أهداف العدوان أبعد من القذائف والصواريخ
دكتور/عبدالعزيز المقالح
الاستاذ/خالد الرويشان
بين السياسة والحماقة..!!
الاستاذ/خالد الرويشان
كاتب/علي ناصر البخيتي
عن بغل السياسة الكبير مروان الغفوريي
كاتب/علي ناصر البخيتي
أستاذ/عبد الباري عطوان
هل نحن في انتظار “المفجر” لحرب اقليمية طاحنة؟
أستاذ/عبد الباري عطوان
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.049 ثانية