|
|
|
|
|
إخوان اليمن ما بين سندان سلمان ومطرقة بن زايد
بقلم/ كاتب/علي ناصر البخيتي
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 5 أيام الأربعاء 16 سبتمبر-أيلول 2015 07:52 ص
السعودية تتكفل بأكثر من 90% من نفقات عاصفة الحزم، وبالجهد الحربي والدعم اللوجستي ووقت دخول المدن يتقدم الاماراتيون من أجل إزاحة الإخوان من الواجهة بطريقة ذكية.
اعتقد حزب الاصلاح ان السعودية صدقت انهم ليسوا إخوان، بعد بيانهم الذي انكروا فيه اخوانيتهم، ولم يدركوا ان السعودية تناست ذلك لحظة حاجتها الى شرعية وغطاء لتدخلها في اليمن، لكن خوفها الحقيقي والخطر الأساسي على نظامها بحسب مراكز الابحاث السعودية نفسها يأتي من الإخوان، على اعتبار أن لهم تنظيم غير معلن في السعودية يحظى بقاعدة شعبية هائلة كونه يتحرك في وسط سني، والمنافس الأساسي لها في قيادة العالم السني هي تركيا الاخوانية وليست ايران الشيعية، وخطر النظام الرسمي القطري الاخواني يؤرق المملكة وخاصرتها الشرقية أكثر من خطر جماعة الحوثيين القابعة في خاصرتها الجنوبية، فالحوثيون جماعة مسلحة وأقلية يمكن مواجهتها وإعلان الحرب عليها وبغطاء محلي يمني، لكن النظام الرسمي المعادي شوكة في الحلق..
في عدن ازيح نايف البكري، وفي تعز لم يتم دعم جبهتها لنفس السبب، لأن حمود المخلافي اخواني، وفي مأرب سيتكرر نفس السيناريو، لأن الاماراتيين هم من يتقدمون جبهتها، وما التشكيك في المقدشي المحسوب على علي محسن وبالتالي محسوب على الإخوان الا بداية الفلم، وسلطان العرادة هو الهدف التالي بعد المقدشي، وبنفس الحجة، من أجل أن لا يزعل الاماراتيون.
هناك سؤال بديهي: لماذا تتصدر الامارات وتمسك بملفات كل المحافظات التي خرج منها الحوثيون؟ في الجنوب وتعز وفي الشمال كذلك، واين المحافظات التي باستلام السعودية أو بقية دول التحالف؟.
مجرد فلم يتم لعبه بدهاء شديد، بين سلمان وبن زايد، ومن المرجح مشاركة السيسي فيه كذلك، يستهدف اعادة اليمن الى الوصاية الخليجية والسعودية بشكل أساسي، لكن بدون إخوان مسلمين، مع إمكانية احتواء الحوثيين، وتفكيك اخوان اليمن وتفتيتهم وشراء ولاءاتهم، وتحويلهم الى مجموعات قبلية وشخصيات تستلم مرتبات، ومن يعتقد ان سلمان غير عبدالله في نظرته للإخوان واهم، والدليل بقاء الإخوان على قائمة الارهاب الي اليوم مع حاجة الرياض الماسة لهم في مختلف الجبهات التي تخوض فيها حروب مع طهران بالوكالة.
تكمن المشكلة في أن الإخوان في اليمن ينتحرون شعبيا يوماً بعد يوم بتأييدهم المطلق للعاصفة، وسيعجزون عن ادانتها او التخلي عنها لاحقا عندما يعرفون أنهم مستهدفون هم والحوثيون بنفس الدرجة ان لم يكن اكثر، ويتم استثمارهم في القتال، ووقت التعيينات واستلام المدن تظهر الامارات فجأة، وتتوارى السعودية بثقلها الذي يوازي الامارات عشرين مرة، ويُنصح الإخوان بأن يُغادروا مواقعهم حفاظاً على التحالف ونفسية الإماراتيين التي لا تطيق الإخوان، وتشمئز منهم، مع أن تضحياتهم تسبق وصول التحالف، ودمائهم تسيل وتروي أي أرض في اليمن قبل أن تدوسها أرجل الاماراتيين.
لا أدري لماذا يبدي الاخوان كل هذا الضعف تجاه هادي والرياض والإمارات، وهم رأس الحربة في كل المعارك ضد الحوثيين، سواء في الشمال او الوسط او الجنوب، وفي مأرب هم رأس الحربة أيضا، ولو أبدوا حتى بعض الامتعاض أو راهنوا على تسوية داخلية مع الحوثيين والمؤتمر، أو علا صوتهم بالمبادرات وفي الحراك السياسي لإخراج اليمن من أزمته لسعى الجميع لكسب ودهم، لكنهم سجنوا أنفسهم في فنادق الرياض، وتركوا قادتهم الميدانيين فريسة سهلة للاستقطاب من كل دول التحالف، وسيصحوا قادة الإخوان فجأة ويجدون حزبهم بعدة أجنحة وعدة رؤوس وتعدد ولاءات.
مشكلة الإخوان أنهم وضعوا بيضهم بالكامل في سلة هادي منذ وصوله الى السلطة، ومنذ بداية العاصفة نقلوا كل البيض الى سلة الرياض، وينتظرون أن يقطفوا الثمرة وهم نيام في الفنادق، متناسين أن لا هادي ولا الرياض مرتاحين لهم.
اختلف مع الإخوان في كثير من سياساتهم، لكنهم أفضل بكثير من هادي وزمرته، وأفضل من ان تدير الامارات أو أياً من دول التحالف محافظات يمنية، فتجربة تلك الدول فاشلة في كل تدخلاتهم، من سوريا الى ليبيا الى أفغانستان الى العراق.
|
|
|
|
|
|
|
|