|
|
|
|
|
اليمن وبؤر التوتر
بقلم/ البيان الاماراتية
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 10 أيام الأحد 15 إبريل-نيسان 2012 02:27 ص
ثمة من يسعى بكل ما لديه من دوافع، إلى إزاحة اليمن خارج مربع أولوياته الملحة، وتتضح هذه الحمى المتوقدة لدى بعض القوى السياسية والقوى التي تحركها، من خلال مشاهد العنف واستمرار بؤر التوتر السياسي والأمني بكل مظاهرها، ومحاولة إعادة الأوضاع إلى نقطة الصفر.
وليس هناك أبشع مما حدث ويحدث الآن في أبين وشبوة وعدن ولحج وبعض مناطق حضرموت، من اعتداءات وهجمات ومذابح إرهابية ذهب ضحيتها مئات من العسكريين والمواطنين اليمنيين، بعد أن قويت شوكة الإرهاب وانتشرت عناصره المتطرفة في مساحة واسعة من الجغرافيا اليمنية، مستغلة استمرار الانشقاقات في القوات المسلحة والصراعات القائمة بين مكونات العملية السياسية، لتثبيت أقدامها على الأرض بهدف ضرب الاستقرار فيها.
ثمة خطوط تماس في المؤسسات وعلى الأرض، لا يمكن لليمن أن يستقر ويبدأ سلوك طريق استعادة عافيته إن لم تتم إزالتها من جذورها، وهذه هي في الأساس مهمة اللجنة العسكرية الموكل إليها إرساء دعائم الأمن والاستقرار تحت سقف المبادرة الخليجية، والرئيس الجديد عبدربه منصور هادي وضع الأصبع على الجرح، عندما أكد وجوب نبذ المناطقية والجهوية والتعصبات المختلفة، لأن المعلوم للجميع أنه إن بقيت الأوضاع في المؤسسات العسكرية والأمنية على الحال الذي أبرزته الأزمة، فإن اليمن باق في غرفة العناية الفائقة، ولن يتقدم قيد أنملة في اتجاه التعافي.
الولاء يكون للدولة أو لا يكون، وعندما يعتمد هذا المبدأ عنواناً للعمل على المستويات كافة، بلا مساومات أو صفقات تسترضي هذا أو ذاك من الأطراف، يمكن القول إن اليمن وضع قدميه على الطريق الصحيح، لأنه من دون ترتيب أوضاع المؤسسات العسكرية الأمنية الضامنة الأساسية للأمن، كما هو مفترض، سيبقى البلد أسير الأزمة الأمنية التي سرعان ما تطيح كل شيء.
استتباب الأمن والاستقرار مدخل أساسي لا بد منه لانطلاق عجلة السياسة والاقتصاد، وكذلك إزالة أو تعطيل مفاعيل البؤر الأمنية ومراكز القوى، لضمان أن يصل السياسيون إلى صياغة اليمن الجديد، الذي يؤمل هذه المرحلة أن يحقق عنوان «اليمن السعيد» ويترجمه على أرض الواقع. |
|
|
|
|
|
|
|