تزايدت وتيرة التسريبات الصحافية التي تبشّر بولادة تفاهمات سياسية في سلطنة عمان تمهد لمفاوضات جنيف بين الأطراف اليمنية المتنازعة، ويعزز صحة هذه الأنباء ما صرحت به من قبل السلطات الإيرانية في أعقاب زيارة وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى مسقط أخيراً، فضلاً عن تصريحات مسؤولين أمميين أول من أمس تؤكد وجود أطراف تتحاور للخروج بصيغة تضع حداً للحرب. إن القيادة العمانية معروفة بالحكمة والنزاهة وقد احتفظت دائماً بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف المتنازعة في اليمن، ما يؤهلها للعب دور الوسيط الناجح بهذا الصدد.
لا أحد يفضل الحرب أو يدعو إليها، إلا الحوثيون وعلي صالح، كما أن المنطقة برمتها بحاجة إلى توحيد جبهتها لمواجهة اعتداءات "داعش" التي تصعد استهداف المملكة العربية السعودية مستغلة انشغال الجميع باستعادة الشرعية وإقامة دولة السيادة والقانون إلى اليمن، ولذلك فإن توقع ظهور مسودة الاتفاق المبدئي الذي يتبلور حالياً في مسقط بات منطقياً، وتحتاجه الأطراف كافة.
ولكن ما لا مناص منه، لأجل إبرام اتفاق جاد وفعّال، هو استجابة الوثيقة المرتقبة بشكل كامل للمطلوبات الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 2216 وفي مقدمتها عودة السلطة الشرعية إلى صنعاء وعودة الحوثيين إلى صعدة وتسليم الأسلحة للحكومة وخروج علي عبد الله صالح وحاشيته من المعادلة السياسية.
ثقتنا لا يدانيها شك في أن الحكمة والإرادة العمانية المشهود لها عبر التاريخ تستطيع أن تجعل الرغبة الجماعية ممكنة لمصلحة المنطقة والشعب اليمني الشقيق أولاً وأخيراً.