قصة الزوجة الإيطالية السيئة مع زوجها، قصة معروفة للكثيرين. ملخصها ان الزوجة حصلت من زوجها على وعد بان يبتاع لها فستان ثمين يكون هدية بيوم عيد زواجهما الرابع بعد تمنع طال منه. وبالفعل خرج الزوج ذات يوم إلى السوق لهذا الغرض قبل ان يضطر للعودة الى المنزل غرض طارئ بعد ساعة فقط من خروجه ليجد المفاجأة المدوية بانتظاره بغرفه نومه بمشهد صاعق يجمع الزوجة مع عشيقا لها. وبرغم هول المشهد الذي وجدت الزوجة نفسها أمامه إلا انها استجمعت رباطة جأشها وكل وقاحتها بحزمة واحدة لتواجه بها زوجها الغاضب الذي تملكته نوبة هستيريا جامحة، وباشرته بسؤال لا يقل إستفزازا عن فعلها المشين: ( أين الفستان الذي وعدتني به ؟)، وهو يشتاط غضبا ويسألها عن هذا الرجل الذي تخونه وكيف سمحت لنفسها وتجرأت على مثل هذا العمل المشين، ولكنها ترد ببرودة اعصاب ممزوج بقلة حياء قائلة له: (دعك من هذا الرجل، وقل لي أين الفستان؟).
- تذكرت هذه القصة و أنا استمع واشاهد هذه الأيام وسائل الإعلام في صنعاء وكتبتها وهي تتحدث عن التدخل الإيراني المفترض باليمن وتجيّـش الأجواء باتجاه حروب قادمة تملقا لأصحاب الريالات والدولارات، في الوقت الذي صم هذا الإعلام اذنيه وأغمض عينيه امام التدخل الامريكي السعودي السافر بكل صغيرة وكبيرة منذ سنوات وصل الحال الى قتل الناس بالجنوب بطيران امريكي وبطلب واستجداء يمني ناهيك عن تصرفات السفير الامريكي وحشر انفه بكل شاردة وواردة إلى حد ان يأمر بحبس صحفي غصبا عن هؤلاء ويوجه سبابته بعين الجميع. أضف الى التدخل السعودي الذي جعل من هذا البلد حديقة خلفية له يرسل بريالاته كل نهاية شهر الى اكثر من 2700 شيخ وحزبي وسياسي وقايد عسكري بكشف اللجنة الخاصة نشرته صحيفة (الشارع) مؤخرا من هؤلاء الغيورين على السيادة الوطنية وهم يشاهدون العشيق الامريكي في غرفة النوم يعمل عمايله. وعوضا من مواجهة هذا التدخل المهين نرى السلطات في صنعاء كلما وجدت نفسها في زاوية الحرج والخزي من الملامة حيال هذا الأمر تشير بكل سخف بأصبعها إلى وهم التدخل الايراني المزعوم. ومع اننا لا نستبعد اية مطامع ايرانية بالتدخل إلا ان هذا التدخل وبالحجم الذي صوره إعلام صنعاء ليس له وجود ،على الاقل حتى الآن ولم نشاهد وقاحة من السفير الإيراني بصنعاء كالذي نشاهده من الأمريكي حتى نتصدى لهذا التدخل الإيراني المفترض، ثم ان الحديث اليمني عن التدخل الايراني وبرغم انه يأتي كنوع من( المهاوزة) للسعودية وأمريكا ويندرج ضمن الضغوطات على إيران وسوريا إلا انه لا يبعد كثيرا عن موضوع الحوار الوطني وكنوع من الضغط على المكونات الجنوبية للانخراط بحوار مشوش أوضح ما فيه غموض.!
- سنورد هنا نتفا من كومة أسئلة تتزاحم بحثا عن إجابات من المعترضين جدا جدا على التدخل بالسيادة الوطنية ووسائل إعلامهم وكتبتهم، من قبيل: لماذا لا يسمى هؤلاء ب (خلية تجسسية أمريكية سعودية) يجب القبض عليها وقد تبين دخول الميل السعودي الامريكي المكحلة اليمنية، وثبت بما لا يدع مجالا للشك جرم العمالة للخارج؟ ثم لماذا لم تكلف ما تسمى بهيئة (لجنة) الأحزاب السياسية بصنعاء نفسها وتحقق مع حزب الإصلاح الذي ورد اسمه وأسماء بعض من قياداته وشيوخه وعلى رأسهم الرجل الأول بالحوب صلدق الاحمر بكشف الأسماء الذي يستلمون من الخارج (السعودية) وفق ما اوردته اللجنة الخاصة وهو يستلم 3 مليون ريال سعودي ، فضلا عما يستلمه قادته وشيوخه من أموال كمخالفة صريحة لقانون الأحزاب الذي يحرم استلام أية مبالغ من الخارج؟
- عن صحيفة الشارع.