< يقول توماس باين إن محاولة التحاور مع شخص تخلى عن أي منطق أشبه بإعطاء الدواء لجثة ..كذلك كان مؤتمر الحوار في الأيام الماضية يعاني من حالة توقف إجباري يعيق وصوله إلى نقطة النهاية التي يرى البعض أنها ربما تكون البداية الحقيقة ليمن جديد ..ما أعاق الوصول هي الجثث السياسية التي تحدثت عنها سابقا والتي في كل مرة نحاول السير نحو المستقبل تستحضر أساليبها وأفكارها القديمة التي كانت هي السبب في إيصال اليمن لهذا الواقع الصعب .
لقد ترسخت عندي القناعة مجددا أنه لايمكن أن نبني المستقبل بأدوات الماضي وأفكاره البالية.. ولكن التخلص من هذه الأدوات وإزاحتها عن المشهد السياسي بات مثل بتر جزء تالف من جسد الوطن، ولكن نتائج ذلك البتر لازالت غير مضمونة فيما بقاء هذا الجزء التالف من الأفكار والسياسات يمكن أن يودي بالوطن كاملا .!
يحدث ذلك في حين لازالت الكثير من النخب السياسية تنشغل بالمناكفات وتتجاهل أن الجميع بات على حافة الهاوية .. فيما ينشغل الناس عن أحلامهم المسروقة وينهمكون في الحديث عن هاتف مسروق .!
فسبكة:
< يترافق غياب الخدمات الأساسية وانهيار منظومة الأمن الاجتماعي والسياسي مع بروز حالة اللادولة التي تتكثف في سلوكيات الخارجين عنها والساعين لانهيارها باعتبارها آخر عائق يقف أمام ظهور ثقافة الغاب في المجتمعات... حينها تخرج الذئاب الجائعة من مخابئها الحالكة والقديمة ..!
16 وزيراً حتى الآن يغادرون اليمن -وفقاً لمصادر إعلامية- لقضاء إجازة العيد مع أسرهم، بينما الشعب اليمني يعاني من انعدام أبسط مقومات الحياة في ظل انقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية ...
إنهم يتعاملون مع هذا الوطن كمصدر للإثراء فقط قبل الفرار الى خارجه عند أول اختبار صعب !!!
< أكثر طريقة يتم إتباعها حالياً لإخلاء العهدة والجرد وخصوصاً في مخازن السلاح التابعة لوزارة الدفاع هي تفجير المخزن أو إحراقه ..الخطوط الجوية اليمنية أيضا قامت بالجرد السنوي لمرتين من خلال ذات الطريقة المبتكرة ..والبركة طبعا في “الالتماس الكهربائي” مع العلم أن الكهرباء مقطوعة في معظم الأوقات ...!!
الهيئة العامة لمياه الريف قامت كذلك بعملية جرد وإخلاء للعهدة إثر انفجار هائل أعقبه حريق التهم المخازن ...!!! مع العلم أنها لاتحوي مواد قابلة للاشتعال بقدر ماتخفي جريمة سرقة محتملة.!
albydani2003@gmail.com