لا نضيف جديداً بالقول إن الجمهورية اليمنية مستهدفة من قبل تنظيم القاعدة، فهذا القول سبق أن أوردناه في هذا الحيِّز، وكان موضوعاً لإحدى افتتاحيات الجزيرة، إلا أن الجديد في الأمر تكالب أعداء اليمن والعرب والمسلمين ضد اليمن وأهله، فهناك من يتآمر على هذا البلد العربي الذي يعد الجذر الرئيسي للعرب، فمن اليمن انطلقت القبائل القحطانية العربية نصف العرب، ومنها انتشرت في الوطن العربي وخارجه عبر الجزيرة العربية، وأبناؤه كانوا خير جند المسلمين والأكثر عدداً في جيوش الفتح الإسلامي.
هذا البلد له في عنق كل عربي ومسلم دين، لأن الأصل ينبع منه ويعود إليه، ومع هذا فقد ترك العرب والمسلمون اليمن ليخوض معركة مصيرية ضد أعداء كثر في وقت واحد.
وإذ يظهر في الواجهة الحوثيون الذين يخوضون تمرداً في شمال اليمن، وأيضاً ما يسمى بالحراك الجنوبي في جنوب البلاد، ينشط تنظيم القاعدة في وسط البلاد ولا تحد تحركه حدود. هذا الثالوث الإرهابي يدعمه ويقف خلفه قوى إقليمية ودولية تتقاطع أطماعها ومصالحها السياسية والإستراتيجية مع هذه العناصر التي يسعى كل تنظيم منها إلى تحقيق هدف إستراتيجي يخدم أطماع ومصالح قوى أجنبية، فالحوثيون يؤدون دور الارتزاق المسلح حيث يخوضون تمرداً مسلحاً مع السلطة الشرعية، وينفذون اعتداءات بالتسلل لدولة صديقة لبلادهم وجارة عرف عنها دعم ومساعدة أهل اليمن جميعاً، وهؤلاء ارتضوا تأجير قواهم وأبناء قبيلتهم لخدمة أجندات قوى لا تهدف إلى خدمة اليمن ولا تتطابق مع طموحات أبنائه، أما ما يسمى بالحراك الجنوبي فسببه انتهازية من يمسكون بدفة التوجيه السياسي لفصائل الحراك الجنوبي الذين يرون أن الفرصة مهيأة لهم لخطف السلطة من جديد من جنوب اليمن، من خلال إعادة تشطير اليمن من جديد.
أما تنظيم القاعدة، فأهدافه أبعد وإستراتيجيته أعم، حيث يسعى من يقف وراء هذا التنظيم الإرهابي الدولي إلى تكوين قواعد مركزية لهذا التنظيم لتأدية الأدوار المطلوبة منها في حالة القضاء على إحدى هذه القواعد فتقوم القاعدة الأخرى بالعمل، ولهذا توجد ثلاث قواعد يجري التركيز عليها، وهي قاعدة باكستان التي يسعى تنظيم القاعدة إلى توسيع تنظيم طالبان باكستان، وبموازاة ذلك تعمل القاعدة على توسيع وتقوية تنظيم القاعدة في إفريقيا والتي تعمل في دول شمال إفريقيا ودول الساحل، أما القاعدة الثالثة فيجري التركيز على اليمن الذي أقام به تنظيم القاعدة تجمعاً إرهابياً تحت مسمى (تنظيم الجزيرة العربية)، والهدف من ذلك الإيحاء بأنه يضم كل المنتمين لهذا التنظيم الإرهابي في دول الخليج والجزيرة العربية. هذا التوجه ودعم القوى الإقليمية والدولية لهذا التنظيم الإرهابي الخطير يوقع اليمن في دائرة الخطر، وتزداد خطورته بانضمام ما يسمى بالحراك الجنوبي والحوثيين إلى هذا العمل ليكوِّنوا ثالوثاً معادياً لأهل اليمن، كل ذلك يتطلب من العرب جميعاً دعم هذا البلد في هذه المرحلة الحرجة والحرجة جداً.