مثلت العملية الأمنية الاستباقية الناجحة التي قامت بها أجهزتنا الأمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة في أرحب وأبين وأمانة العاصمة ضربة قاصمة لهذه العناصر الإرهابية، التي كانت تخطط لارتكاب جرائم وأعمال انتحارية وإرهابية، والتي كان بعضها في مراحله الأخيرة- كما هو حال خلية أرحب- لاستهداف أرواح بريئة وإشاعة الخراب في الوطن.
كما أصابت تلك العملية النوعية حلفاء هؤلاء الإرهابيين القتلة وشركاءهم في جرائمهم بخيبة أمل كبيرة، لأنها أظهرت يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على خوض المواجهة ضد كل عابث بالأمن أينما كان وفي أكثر من مكان.
وفي نفس الوقت فقد وجهت الأجهزة الأمنية بذلك الأداء الرفيع صفعة قوية أصابت مشاريع أولئك المتباكين على شركائهم من القاعدة في مقتل وهي مشاريع تآمرية متطرفة متصلة بإشاعة العنف والفوضى والخراب في الوطن سواء تلك الجارية في محافظة صعدة، أو تلك التي تروج لها العناصر الانفصالية والتخريبية الخارجة على النظام والقانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية، ومن يقف وراءهما من المتآمرين سواء في الداخل أو الخارج.
إن الذين بادروا بإصدار بيانات الاستنكار والتنديد لما وجهته أجهزتنا الأمنية من ضربة موجعة للقتلة والمجرمين من عناصر القاعدة إنما كشفوا عن أقنعتهم وعلاقة التحالف الوثيقة التي تربطهم بهذه العناصر الإرهابية المتطرفة من تنظيم القاعدة وتلك القواسم والأهداف المشتركة التي ظلت تربط هؤلاء ببعضهم البعض في إطار مخطط إجرامي يستهدف إثارة الفوضى وإشاعة الخراب في الوطن لينفذ كل منهم أجندته الخاصة للنيل من أمن هذا الوطن واستقراره وسكينته العامة وثورته ووحدته.. حيث ظل كل طرف من هؤلاء يستفيد من الآخر ويوظفه لتحقيق مصالحه ومآربه.
ولهذا ليس بغريب أن نجد أمثال الخونة الانفصاليين البيض ومحمد علي أحمد والفضلي ومن سار في فلكهم من المتآمرين الملطخة أياديهم بدماء أبناء الشعب اليمني وغيرهم من المزايدين والمتطرفين الذين لا تهمهم مصلحة الوطن في شيء وقد سارعوا جميعاً إلى إطلاق التصريحات الكاذبة والمنددة بما حدث ضد حلفائهم وأدواتهم من العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في المجعلة بمديرية المحفد بأبين، وهو أمر طبيعي لأن هدف هؤلاء الشركاء جميعاً هو زعزعة أمن اليمن واستقراره وأن يظل الإرهابيون المأجورون معاول هدم وتخريب للانزلاق بالوطن إلى متاهات الضياع والتمزق والصراع.
وإذا كان لدى هؤلاء المتباكين والذارفين لدموع التماسيح ذرة من شفقة أو إنسانية على الذين قتلوا من الإرهابيين، فأين هي هذه المشاعر الإنسانية من أولئك الضحايا الأبرياء من أبناء الوطن وغيرهم الذين سقطوا أو كانوا سوف يسقطون خلال العمليات الإرهابية التي نفذتها أو خططت لتنفيذها تلك العناصر الإرهابية ضد الوطن والمواطنين؟ ولماذا لا ترتفع أصوات هؤلاء المزايدين لإدانة الأعمال الإرهابية الإجرامية التي يرتكبها الإرهابيون من عناصر تنظيم القاعدة وغيرهم ممن يسعون للإضرار بالوطن وأمنه واستقراره وإلحاق الأذى بمصالح الآخرين والمواطنين وتعريض حياتهم للخطر وآخر ذلك الجريمة الشنعاء التي استهدفت العميد علي سالم العامري مدير أمن الوادي والصحراء بحضرموت وزميله العميد أحمد باوزير مدير فرع الأمن السياسي ومرافقيهم، وكذا جريمة قتل المقدم بسام طربوش رئيس التحريات بالبحث الجنائي بمارب ومحاولة اغتيال سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة وغيرهم ممن استهدفتهم جرائم هؤلاء المتطرفين الإرهابيين أعداء الحياة والسلام والاستقرار والتقدم، الذين يتهددون بأفعالهم الإجرامية الدنيئة أمن المنطقة والعالم كله، وبالتالي فإن مشاركة هؤلاء القتله أو التحالف معهم من أي شخص أو جهة كانت وتقديم أي دعم لهم وتحت أي غطاء سواء كان مادياً أو لوجستياً أو إعلامياً إنما هي مشاركة في تحمل وزر تلك الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الإرهابيون سواء ضد اليمنيين أو الأجانب مستهدفين الوطن والحياة الإنسانية جمعاء، ومثل هذه الشراكة تستوجب المساءلة والمحاسبة لكل الشركاء المتورطين في كل ما تفرزه من نتائج وجرائم ولا ينبغي السكوت عليها بأي حال.
ويبقى التأكيد بأن الإرهاب آفة خطيرة تهدد أمن الجميع وسلامتهم ومصالحهم ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة والعالم.
لهذا فإن مواجهة هذه الآفة هي مسؤولية الجميع ولا ينبغي التهاون في ذلك وهو ما أكدت اليمن الالتزام به وستواصل السير على هذا الدرب من أجل اجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه وحماية الوطن من شروره وآثامه..