مهما استمرت مراوغات وتبريرات ومكائد الوعي الإمامي الضحل الذي يأمل بإحكام الطوق مجدداً على شمال الشمال، إلا أنه يصطدم في النهاية بالطريق المسدود، فبالرغم من كل المساوئ التي انحرفت بالوعي الجمهوري الفارق على مدى الخمسين عاماً الماضية، وماطالته من خيانات ومشاكل وأثقال أفضت إلى عدم توجه صحيح للبناء والحياة والتطور بدلاً من الاستطراد في الحالة الآسنة من التخلف والرجعية، تلك الحالة التي يترعرع في بيئتها الوعي الامامي المضاد ، إلا أن الوعي الجمهوري سيظل هو القيمة الوطنية الأعلى التي استطاعت على الرغم من كل شيء أن تستقر كيقين خالد في وجدان وعقل اليمنيين.
اللوبي الإمامي في اليمن واللوبي الصهيوني في العالم ..يعملان بنفس الطريقة.
لا أحقر من الذين يقاتلون بالفقراء والمخدوعين من أجل مجدهم الخاص.
يقول التنويري الرائد عبد الرحمن الكواكبي : فناء دولة الاستبداد لا يصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمار الأرض والناس والديار ، لأن دولة الاستبداد في مراحلها الأخيرة تضرب ضرباً عشوائاً كثور هائج أو مثل فيل ثائر في مصنع فخار، وتحطم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال. وكأنما يستحق على الناس أن يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والاستعباد ..
***
«يا بلادي يا كبرياء جراح ... رضعت من نزيفها الكبرياء »
«علي بن علي صبره»
fathi_nasr@hotmail.com