بما أننا نريد لنا جميعاً مواطنة متساوية وقوانين يخضع لها الجميع نابعة من دستور ضابط للحقوق وللحريّات والكرامات والعدالات؛ مانعاً بالتالي الاصطدامات البدائية ومسبباتها؛ فإن الأهم من هذا كله وضع ميثاق شرف وطني بين القوى الدينية والسياسية على تجريم البُعد المذهبي في العمل السياسي والعمل العام، إضافة إلى إنجاز خطط استراتيجية حقيقية لتعليم رسمي تنويري جديد «آخذين في الاعتبار أهمية الدرء الحاسم لخطورة التعليم الديني في تغذيته للتطرُّف من قبل كل الأطراف للأسف».
كما لنزع السلاح من القبائل وإغلاق أسواقه، فهذا من أهم الأسباب التي تؤجّج الكارثة، هذا الأمر بالذات يجب أن يلتف معه جميع الشرفاء في البلد دون تلكؤ يُذكر؛ لأنه يرتبط بالضمير الوطني أصلاً ويكفي تجريفاً ومحقاً لها.
وعلينا أن ننتبه كم تأخّرنا كثيراً عن عديد دول نحن أفضل منها لو أخلصنا النيّة محفّزين إرادتنا الوطنية على البناء وعلى الإنجاز وعلى التقدّم لا العكس، ثم إن هذا جوهر التنوير.
بمعنى آخر؛ ينبغي إدارة الدولة بجدية ومسؤولية بقصد تحديث الأفكار والرؤى وطنياً، ومساواة كل الشعب أمام القانون، كما من أجل تعزيز مزايا التطوّر المنشود من خلال المواطنة والتمدُّن وليس كما حصل جرّاء متواليات الانفلات والتسويف والتبرير التي لم تحترم أهمية قيمة التحوُّل الخلاق بقدر ما أفضت إلى الدوران في مضمار التيه فقط.
fathi_nasr@hotmail.com