أشعر بالسعادة لفوز صديقي الشاعر الكويتي الإنسان والصعلوك النبيل نشمي مهنا بجائزة الدولة التشجيعية في الآداب «فرع الشعر» نشمي من طينة أصيلة وشاعر عالي المستوى، ولقد سرّني بشكل خصوصي حين اعتبر الجائزة انتصاراً لقصيدة النثر.
على أن الجائزة تمثّل كسراً لنمطية الجوائز التي تذهب إلى جيل الروّاد أو للأسماء السائرة في الفلك المكرّس، بينما نشمي الإنسانوي الكبير المتسق مع نصوصه جيداً؛ هو من الأسماء المتمرّدة التي عرفتها عن قُرب وأعتز بصداقتها ولها همومها الشعرية والإنسانية الجامحة والمتفوّقة.
في الجزائر التي جمعتنا تحت سمائها خلال برنامج إقامات إبداعية العام 2007م؛ كان نشمي بشغفه اللا محدود بالصداقات كما بشجنه التلقائي الحميم نجمة الملتقى؛ حتى إنني مازالت أذكر ولعه الخصوصي بـ«أبوبكر سالم بلفقيه» وأغانينا المشتركة؛ فضلاً عن الرؤية العميقة التي تجسّدها نصوصه وقصائده وطاقاتها الشعرية المتطلّعة إلى الجديد.
أما الاسم الثاني الذي سرّني فوزه بجائزة الدولة التشجيعية في الكويت؛ فهو الروائية الشابة بثينة العيسى، تستحق العيسى الجائزة لدأبها على استخلاص نص روائي كويتي ضاج بروح الحداثة، ومنذ أكثر من عشر سنوات عرفت اسم بثينة ومشروعها الأدبي الحالم الذي أخلصت له، بالذات في المنتدى المرموق “مدينة على هدب طفل” الذي كان يضمّ أسماء عربية ذات طاقات إبداعية مبهرة وخلاقة ومبشّرة بإحداث نقلات على أكثر من صعيد.
باختصار يمكن القول: آن للمؤسسة الرسمية أن تعترف بجهود الشباب ووعي التجريب؛ وإذ لا أطيق الجوائز، إلا أنني احترمها حين تذهب إلى مستحقّيها؛ كذلك ستظل الكويت مرموقة في فعلها الثقافي، وهي جزء أصيل في إذكاء الهويّة الثقافية للأمة الممعنة في التجدُّد والتطوُّر؛ أو هذا ما ينبغي.
أما لدينا وـ يا للأسف ـ فلا جوائز دولة تشجيعية ولا تقديرية أيضاً، وفي المحصلة فإن هذا هو ما يحزُّ في النفس تماماً؛ لكن يبقى الأمل بوزيرة الثقافة العزيزة أروى عبده عثمان في أن تحمل مساعي التأسيس لهذه الجائزة يمنياً وبشقّيها، على الأقل في إطار توكيد وتعزيز مشروعها الثقافي الذي نستبشر به ونعتبره أملاً لإنجاز تحوّلات منشودة ومأمولة طال انتظارها.
fathi_nasr@hotmail.com