|
|
|
|
|
سجيلات بن مبارك والرئيس وخطأ نشر المحادثات الشخصية
بقلم/ كاتب/علي ناصر البخيتي
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 29 يوماً الأربعاء 21 يناير-كانون الثاني 2015 04:57 م
لا أدري لماذا وجدت نفسي رافضاً لنشر تسجيلات بن مبارك والرئيس، وشعرت بالاشمئزاز وأنا استمع لها، حيث أن كل منهما أخذ راحته في الحديث ولم يكن في باله أنه يمكن أن تنشر تلك التسجيلات، وللعلم أن القانون يجرم تسجيل ونشر أي رسائل أو محادثات خاصة وجعل لها حرمة، وكان الأجدر بمن نشر التسجيل أن ينشر -عند الضرورة- المقتطفات العامة المتعلقة بالأقاليم أو بأي قضايا عامة يؤدي نشرها الى وقف ضرر أو تحصيل مصلحة عامة، ولم يكن من المناسب أبداً نشر الفقرات المتعلقة بأشخاص وكيف تم التطرق اليهم أثناء الحديث أو التهكم عليهم، لأن نشر مثل تلك المقتطفات تصبح مثل النميمة وبالأخص أنه لا مصلحة عامة منها غير صناعة ضغينة وأحقاد بين شخص وآخر.
وفي نفس الوقت –وبالمقابل- سألت نفسي هل يحق لهادي أو غيره نشر تسجيلات لقياديين من أنصار الله أو غيرهم قد يكون جهاز الأمن السياسي أو القومي قام بتسجيلهم وهم يتحدثون عن خصوم سياسيين أو حلفاء أو حتى عن بعض زملائهم من نفس التيار في لحظة غضب أو فضفضة؟.
عندما تكشف التسجيلات مؤامرات على البلد -كالتسجيل الذي نشر بالأمس 20 / 1 / 2014م - و تظهر أن اللجنة التي كلفت بتحديد عدد الأقاليم والاعداد للدستور مجرده من الصلاحيات وديكور -باعتراف بن مبارك نفسه- وواجهة لتنفيذ أجندة محددة اتفق عليها الرئيس مع بعض القوى الداخليىة والسفارات الأجنبية فان نشرها يكون مقبولاً لأنه يؤدي الى مصلحة عامة ويمنع ضرراً على البلد، بغض النظر عن مدى قانونية الحصول على تلك التسجيلات، واعتراضنا هو على نشر التسجيلات الشخصية التي لا علاقة لها بالشأن العام وتؤدي الى ضغائن بين شخص وآخر.
وفعلت قناة المسيرة خيراً ليلة الأمس عندما لم تبث -من جديد- محادثات شخصية لا علاقة لها بالشأن العام، انما يؤدي نشرها الى احداث ضغائن ومشاكل بين شخص وآخر وأتمنى أن تستمر على هذا المنوال، وهي بذلك ستتلافى الخطأ الذي وقعت فيه عند نشر التسجيل الأول الذي ظهر أن الغرض من نشر بعض فقراته احراج الرئيس وبن مبارك مع بعض الشخصيات والمكونات المجتمعية.
لقد أدنت خطف بن مبارك وتضامنت معه وسعيت لإطلاق صراحه، مع أني أول من هاجمه أيام الحوار الوطني وانتقدته في عدة مقالات منها "لسنا كومبارس يا بن مبارك" وأخر بعنوان "أزمة الثقة وسياسة التصفيق" ومقالات أخرى كثيرة، وعندما كنت أختلف معه بخصوص قضية صعدة وأرفض رفع تقريرها حتى يتم حل موضوع شهداء صعدة كان يضغط على بن مبارك عبر فريق انصار الله وعلاقاته بالمكتب في صعدة، لقد وصفته بأنه عراب سياسة التصفيق وأنه من أفسد ختام مؤتمر الحوار بتجاوزاته للنظام الداخلي للمؤتمر، لكني بصراحة ضد نشر تلك المحادثات الشخصية وكان يفترض أن يكتفي من حصل عليها بالاطلاع عليها وفهم كيف يفكر الآخر، وأن يوظف ذلك في تحركه، وأعتبر ذلك النشر ضرب تحت الحزام.
كما أنه يستحضرني سؤال آخر وهو: هل يمكن أن نقبل أن يستلم أحد من اللجان الشعبية حقيبة وزارة المواصلات أو جهاز الأمن القومي أو السياسي؟ وهل سيقوم بنشر تسجيلات الخصوم السياسيين عند أي خلاف أو صراع سياسي؟.
كما أن هناك سؤال أخير يستحضرني وهو لماذا قام الدكتور أحمد بن مبارك بتسجيل الرئيس في تلك المحادثة؟ وهل استأذن الرئيس في ذلك؟ أم أنه وقع في شر أعماله؟، تسجيل بن مبارك للرئيس بحاجة الى تحقيق لوحده لأن له أبعاد خطيرة جداً.
كنت أستمع للتسجيل وأنا اتعرق خجلاً بدلاً عنهما، وبالأخص عندما كانا يستخدما الفاظاً غير مهذبة، أو يتحدث أحدهما بشكل غير لائق عن زميل حوار كما حصل عند ذكر ياسين مكاوي أو غيره من الأسماء التي ورد ذكرها في التسجيل، لذلك أتمنى أن لا يتم نشر أي محادثات شخصية لهما لا تتعلق بالشأن العام ولنحفظ للمحادثات الخاصة سريتها وحرمتها.
ولو فكر أحدنا ووضع نفسه للحظة في موقع الرئيس أو بن مبارك لوجد نفسه قد قال مثل ذلك الكلام -ولو بألفاظ أكثر تهذيباً- عن زملاء له أو أصدقاء في لحظة ثقة مع شخص على الطرف الآخر من الخط، على اعتبار أن المحادثات الهاتفية الخاصة لها حرمة، كم أنا حزين أن تصل صراعاتنا الى هذا المستوى.
|
|
|
|
|
|
|
|