|
|
|
|
|
اليمن.. الخروج الآمن
بقلم/ صحافي/علي ناجي الرعوي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 28 يوماً الأربعاء 22 فبراير-شباط 2012 06:00 م
لو كانت هناك منظمة عربية أو دولية قد اتخذت قراراً بمنح جائزة لأفضل رئيس عربي تعامل مع رياح التغيير التي هبت على المنطقة مصحوبة بعاصفة ثورة (الربيع العربي) لاستحق هذه الجائزة الرئيس علي عبدالله صالح الذي استطاع بذكاء فطري ودهاء سياسي أن ينأى بنفسه عن ذلك المصير المؤلم الذي اختتم به أقرانه في تونس ومصر وليبيا وربما سورية حياتهم السياسية مع ان كثيرا من التحليلات لم تكن تتوقع أن يخرج الرجل من تلك العاصفة والإعصار الذي اجتاح بلاده سالماً ومحصناً بضمانات تعفيه من اية مساءلة قضائية او جنائية.
ولاجدال ان الرئيس علي عبدالله صالح الذي انهى حكمه بتلك الطريقة التي يحسده عليها غيره ممن أسقطتهم ثورة (الربيع العربي ) سيبدو اليوم اكثر ابتهاجاً وهو يرى ان من يخلفه بالسلطه هو نائبه عبدربه منصور هادي الذي كان بالنسبه له ساعده الايمن خلال الفترة الماضية، بل ان الرئيس علي عبدالله صالح سيكون اليوم اكثر سعادة وهو يجد ابواب حزبه (المؤتمر الشعبي العام) مازالت مشرعة وان هذا الحزب مازال ايضاً يحتفظ بأغلبيته في البرلمان وبنصف مقاعد حكومة الوفاق الوطني فضلاً عن إمساكه بالعديد من المواقع المهمة المدنية والعسكرية والامنية التي تجعل من هذا الحزب لاعباً رئيسياً ومحورياً في المرحلة القادمة على الرغم من شراسة الحملة التي واجهت هذا الحزب والتي كان يراد من خلالها إسقاطه وإخراجه من الحياة السياسية نهائياً كما هي حال الحزب الوطني بمصر وحزب ابن علي في تونس والتكوين السياسي الذي كان يحكم ليبيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ما افضت اليه التسوية السياسية في اليمن كان مرضياً لجميع الاطراف أم أن هناك من خرج من هذه التسوية ب (خفي حنين) ولم يصل الى مبتغاه خاصة ً وان القول السائد أن هذه التسوية قد بنيت على قاعدة (لاغالب ولا مغلوب) ووفق مبدأ (لاضرر ولا ضرار) الى درجة جعلت جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يصف هذه التسوية بأنها ستشكل الأنموذج الرائع في منطقة الشرق الاوسط؟! ..
وبكل تأكيد أنه اذا كان هناك من متضرر فليس شباب الثورة الذين رابطوا في الساحات لأكثر من عام لأن جزءا كبيرا مما طالب به هؤلاء الشباب قد تحقق حيث تحركت عجلة التغيير بصورة ديناميكية نحو الامام وذلك اهم ما كان يدعو اليه الشباب .. والامرنفسه ينطبق على أحزاب اللقاء المشترك التي لاشك وأنها قد حققت انتصاراً سياسياً ومعنوياً بدأت تجني ثماره من خلال الشراكة بنصف مقاعد حكومة الوفاق الوطني وبالتالي فإن المتضرر لن يكون سوى اولئك الذين ارادوا تحويل اليمن الى صومال آخر والى ساحة تتجاذبها الصراعات واعمال العنف والاقتتال بين الاخوة الأعداء.
لقد كان الكثير من هؤلاء المتضررين يأملون في الا يوقع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية وان لا تصل الاطراف السياسية الى التسوية التي أخرجت اليمن من ذلك المنحدر الخطير والصعب ونعتقد ان الجميع بات على دراية بأهداف هؤلاء المتضررين الذين لم يكتفوا بالتحفظ على المبادرة الخليجية بل اتجهوا الى عرقلة الانتخابات الرئاسية المبكرة ومحاولة تفجير الوضع في أكثر من منطقة يمنية، ليبرهنوا بذلك على ان استقرار اليمن يتصادم مع مشاريعهم الصغيرة سواء تدثرت هذه المشاريع برداء المناطقية او الشطرية او الانفصالية او بعباءة المذهبية والطائفية او غيرها الا أن الله قد خيب آمالهم وأفشل خططهم ومراميهم لتنتصر اليمن على نفسها وعلى من اراد إسقاطها في اتون الفتنة والفوضى حيث احتكم المختلفون للغة العقل والمنطق وغلّبوا مصلحة وطنهم على مصالحهم الذاتية والحزبية ..
وبقي على اليمنيين أن يحافظوا على هذا الانتصار من خلال تعزيز الشراكة الوطنية فيما بينهم وحماية وحدتهم وإعادة وطنهم الى طريق التنمية والاستقرار وحمايته من خطر التشرذم والانقسام الذي مازال يتربص به.
* نقلا عن الرياض:
|
|
|
|
|
|
|
|