لا مراء في ان إقدام الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية على إطلاق حملة امنية في عموم المحافظات لمنع المظاهر المسلحة التي أصبحت لازمة مزعجة في المشهد اليومي خطوة تستحق التقدير غير أن العبرة في النتائج وليس في المقدمات فمن خلال مشاهداتنا العابرة لجانب من نشاط نقاط التفتيش لوحظ ان الحملة تغض الطرف عن المشائخ والمتمشيخين ومواكبهم المثخنة بقطع متنوعة من الآليات والبنادق الرشاشة وبدلاً من ذلك يبددون الوقت في تفتيش سيارات الركاب العادية التي تقل في الغالب مسافرين وعوائل فإذا وجدوا مسدساً أو خطفوا بندقية من عابر سبيل تهللت أسارير الجنود وسارعوا إلى زف هذا الإنجاز النوعي إلى القائد المباشر الذى يكون عادةً مشغولاً حينئذ بشرب القهوة وتبادل النكات وعبارات الترحيب والمجاملة مع وفد مسلح على أعلى مستوى يتبع أحد الوجوه القبلية البارزة وهذه امور معروفة وتدعو للأسف.

وباليمني الفصيح الحملات الأمنية المتعاقبة متشابهة أي إنها مصيدة لا يقع في شباكها سوى اصحاب الحظ العاثر من المساكين وهو ما يجعل منها فقاعات لا تقدم ولا تؤخر شيئاً شبيهه بذلك الرجل الرعديد الذي يترك الفيل ويطعن في ظله....!

مع ان المظاهر المسلحة والمباحة لكل من هب ودب هي إحدى البؤر الرئيسية التي تساهم بقوة في بعثرة الجهود الرامية الى إعادة ترتيب البيت اليمني والدفع بالوطن الى هاوية الاحتراب الأهلي ولو تم التعامل بمسئولية وحزم مع هذه القضية بالذات السيطرة عليها لأمكن للحكومة ومن ورائها المواطن اختصار الوقت والجهد وجني العديد من الثمار الايجابية التي تساعد على تأسيس مداميك الدولة المدنية العتيدة ومن هذه الثمار المبتغاة:-

- خفض معدلات جرائم القتل الآخذة في التصاعد والتي تقيد في الاغلب ضد مجهول.

- إحراز خطوات متقدمة وفعالة في طريق إجهاض قضايا اغتصاب ونهب الأراضي.

- إعطاء الدولة فرصة ثمينة لبسط الأمن ومحاصرة حالات الاختطاف والسلب وقطع الطرقات.

- تمكين الحكومة من السيطرة على المليشيات المسلحة ومن ثم التخلص من أي مؤثرات قبلية أو طائفية أو جهوية تحبط وتربك مخططات وقرارات الحكومة

لذلك كله لابد من وقفة رسمية شجاعة لوأد آفة التجول بالسلاح كونها سبب معظم علل الوطن وبشيء من التفكير سنجد أن الامر يستحق التضحية

فالسلاح لا يجب أن يكون الا في يد الدولة على الاقل في عواصم المحافظات لذلك اتصور أن العمل على سن قانون يجرم حمل وحيازة السلاح في المدن سيكون بادرة نوعية لمجابهة الاعراض الخطيرة المترتبة على استمرار أوجاع المواكب المتخمة بأدوات الموت.....!