يقول الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الإشتراكي – نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني بأنه لا سقف زمني لانتهاء الحوار حتى يتوافق الجميع على تسوية شاملة وعادلة للمشكلات اليمنية برمتها.. والتي أساسها – بالطبع – قضيتا الجنوب وصعدة.
ولا بأس – والحال كذلك – أن يمتد الحوار حتى يتوصل الأفرقاء إلى مثل هذه التسوية.. ويبقى التساؤل القائم والمُلح عن المدى الذي يمكن أن يأخذه هذا الحوار, خاصة في ظل المواقف المتشددة إزاء قضيتي الجنوب وصعده؟ وعمّا إذا كان باستطاعة الأطراف المعنية الاتفاق على أرضية مشتركة للتسوية وبما يفضي إلى أن تأخذ مخرجات الحوار الوطني طريقها إلى التنفيذ وإقامة الدولة المدنية الحديثة التي تكفل أُسُس العدل والحرية والمساواة وصيانة حقوق الإنسان والحكم الرشيد؟
أما وقد ارتضت الأطراف جميعها الجلوس إلى طاولة الحوار، فإنه لا مجال – بالطبع – لإغلاق نوافذ الأمل المشرعة أمام المواطنين لاستكمال إنجاز هذه التسوية التاريخية.. المطلوب فقط قدر كبير من التحلي بروح المسئولية الوطنية وشجاعة الموقف وعلى النحو الذي يعزز ويرسخ الاستقرار والازدهار وينأى بالوطن والتجربة المتفردة على مستوى المنطقة مغبة الانجرار إلى مربعات العنف والاحتراب.
ومن هذا المنطلق فإن المسئولية تتطلب -كذلك- من الأطراف السياسية جميعها وتحديداً فريقي القضية الجنوبية وقضية صعدة أن يتعاطوا مع هذه الاستحقاقات الوطنية والتاريخية بقدر كبير من الاستشعار بجسامة هذه المسئولية ، خاصة في ظل توفير كافة الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، فضلاً عن تأكيد استمرار الدعمين الإقليمي والدولي لرعاية مسارات التسوية وتأمين الظروف المُلائمة والإمكانات اللازمة لتنفيذ هذه المخرجات.. وهو الأمر الذي يقتضي من الجميع تقديم التنازلات والاستفادة من هذه الفرصة الاستثنائية في تعزيز القواسم المشتركة وتوطيد اللُحمة الوطنية من أجل التوصل إلى صيغة تكفل إقامة منظومة حكم متكاملة يتوفر فيها شرط النظام الإتحادي أو الفدرالي وبصورة تحافظ على التعدد في إطار الوحدة وعلى النحو الذي لا يعيد – بأي حال من الأحوال – إنتاج النظام الشمولي أو الديكتاتوري السابق وبحيث تترك سانحة من الوقت لكي يلتقط اليمنيون أنفاسهم ويبدأون في عملية البناء النهضوي الشامل.. وهو الخيار الذي يراهن عليه أبناء الوطن ومعهم كافة المراقبين والداعمين.. فهل نكون عند مستوى هذا التحدي .. أم ننزلق إلى رهانات خاسرة؟!