ميناء المخا يعتبر من أهم الموانئ التاريخية سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي حيث كان المنفذ الهام تاريخياً لتصدير البن اليمني.. ذلك المنتج الوطني الذي اشتهرت بزراعته الأرض اليمنية وغزى بجودته الأقطار والأمصار.. ولم يعد له ذات الخصوصية في الحضور في عالم اليوم المترامي الأطراف لأسباب عدة أهمها غزو شجرة القات لمساحات شاسعة من الأرض اليمنية.. ومنها تلك الأراضي التي كانت تتميز بزراعة وإنتاج البن إلى جانب ما أفرزته شجرة أو آفة القات من أضرار على الأرض والإنسان والمياه.
ميناء المخا الذي لم يعط حقه من الاهتمام ينعكس واقعه على حال مدينة المخا التي يلمس الزائر لها بعد أكثر من خمسين عاماً من عمر الثورة بدائية الحياة فيها مبانيها متهالكة المشاريع التطورية لبناها التحتية تكاد تكون مفقودة ولا وجود لها رغم ما حباها الله من موقع متميز وشواطئ جميلة.. بين فينة وأخرى تطالعنا الأخبار بأن هناك توجه للاهتمام بالمخا ميناءً ومدينة وشواطئ إلا أن ما نراه على الواقع مغايراً لما يقال ..الرمال تحاصر مبانيها والتصدع ينخر ما تبقى من معالمها والتسابق على حجز واقتطاع مساحات من شواطئها من قبل تجار وسماسرة الأراضي يتصاعد مع كل ما يشاع عن التوجه لتطور سواحلها.
هذا هو حال مدينة المخا اليوم التي يتطلع أبناء محافظتي تعز وإب لأن تكون وجهتهم القادمة للتنزه والاستجمام والسياحة في ضوء جملة من التحولات التي تشهدها الساحة الوطنية إيجاباً أو سلباً.
إننا في هذه التناولة ندعو السلطة المحلية في محافظة تعز وعلى رأسها الشاب الناضج محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي شوقي أحمد هائل أن تتدارك واقع مدينة المخا وحال أهلها ومرتاديها وتبني خطة وخارطة طريق لتنفيذها بما يعجل من انتشال مدينة المخا وميناءها من الوضع القائم كون إمكانيات المجلس المحلي بالمديرية لا يمكن أن تحدث أي شيء، مدينة المخا ذات التاريخ التجاري العريق.. في أمس الحاجة لاستراتيجية خدمية وتنموية عاجلة حتى تأخذ موقعها بين المدن الساحلية الثانوية فهناك نقلة تحققت في مدن ساحلية في الجوانب السياحية والخدمية ..فيما مدينة المخا يطويها في هذا الجانب إما نسيان السلطات المركزية بعد المحلية بقصد أو بدون قصد وإما تعمد أن تبقى على ما هي عليه لتظل واسطة ووسيلة تجار التهريب وأعداء المدنية والتحضر.
كورنيش يتهالك
قبل فترة زرت مدينة المخا وسعدت أن وجدت مؤشرات على إقامة كورنيش على أحد شواطئها الدافئة والجميلة.. وكنت أتوقع في زيارة أخرى أن المس الاستمرارية في امتداد ذلك الكورنيش المتواضع ..ولكن لا جديد عليه.. وما شاهدته هو محاصرة ما هو منشأ بمربعات إسمنتية تحمل اسم هذا.. وأخرى تحمل اسم ذاك في سباق على وأد مشروع الكورنيش وردم كل بصيص أمل لدى عامة الناس وسوادهم في كورنيش يستوعب ذوي الحاجة والبسطاء الذين تفرض عليهم لزيارة المخا معاناة أجور النقل ولوازم الترحال ..فهل سنزور المخا لاحقاً وقد تحقق لها بعض من آمال وتطلعات أبنائها ومعهم أبناء تعز المترامية الأطراف والتي لا متنفس لها ولا شاطئ جميل سوى شواطئ المخا وهل سنلمس بصمات للسلطة المحلية بمحافظة تعز في واقع المخا قبل فوات الأوان نأمل في المستقبل لعل وعسى تستعيد هذه المدينة جزءاً من حيويتها وحضارتها.