- بكل المقاييس الدينية والوطنية والثورية والانسانية يعتبر انتصار اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وثوبا عصريا عظيما الى اصل الحقيقة في الوجود والتاريخ كما يجب أن يظل ويستمرحسن أحمد اللوزي -
بكل المقاييس الدينية والوطنية والثورية والانسانية يعتبر انتصار اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وثوبا عصريا عظيما الى اصل الحقيقة في الوجود والتاريخ كما يجب أن يظل ويستمر في الحاضر.. والمستقبل.. لقد تشكل بالوحدة أزلا وطن عربي عريق في جنوب شبه الجزيرة العربية هو مهد العروبة الأول وجاء بها شعب حضاري مشهود له بالإيمان.. والحكمة.. والاصالة الفكرية والثقافية العريقة منذ أهدى البشرية صورا من عطاءات وشواهد التقدم الانساني والتي مازالت آثارها المادية ماثلة إلى اليوم بعد أن أضاع محتواها الحضاري الحي في عهود لاحقة من التمزق والتخلف والضعف مما يطول شرحه ووصفه ولا يسمح به المجال !!
و في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م تحقق من جديد استواء التاريخ اليمني المعاصر في مساره الصحيح محتضنا شعبا واحدا.. يعيش في وطن واحد وفي دولة واحدة وجدت لتبقى وتتخلد برغم كل ما واجهته من تحديات وتهديدات أو صعوبات واختلالات إذا صح التعبير.
وهاهو مؤتمر الحوار الوطني الشامل ينتصر مجددا لنصر الوحدة اليمنية المقدسة لدى كل اليمنيين دون استثناء بما فيهم أولئك الذين أساءوا التعبير والتصرف نحوها حيث أكد المؤتمر متشددا على التمسك بها في العديد من القرارات الي تضمنتها وثيقته الختامية وفي المعالجة العادلة التي أقرها بالنسبة للقضية الجنوبية وكما أكدت على ذلك وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في مقدمتها بالنص على (حل القضية الجنوبية حلا عادلا يضمن أمن واستقرار ووحدة اليمن ) وقبل ذلك التأكيد على النص في الدستور الجديد على وحدة الأرض والشعب وبالصورة القطعية التي تجرم أية دعوة للانفصال وتحرمه ومع ذلك وفي مواجهة القلق المتزايد على الوحدة حرص الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية على أن يؤكد في أكثر من موقف وخطاب استحالة التخلي عن الوحدة المباركة وقد وجه في واحد منها تطمينه إلى الذين ما انفك يعتصر قلوبهم القلق قائلا :-(( أتوجه بالحديث لكل الصادقين الذين يحسون بالخوف والقلق على وحدة شعبنا ووطننا، إن هذه الوحدة هي قدرنا ومصيرنا جميعاً وفيها القوة والعزة والكرامة لشعبنا وبدونها سنعود لمواجهة بعضنا البعض، بدلاً من ان نتفرغ لبناء اليمن الجديد وتشييد دولته المدنية الحديثة )) وأضاف بالنسبة للوثيقة النهائية للمؤتمر تأكيده (( إنها وثيقة تعزيز وحدة اليمن ارضاً وإنساناً وهي الوثيقة التي ستشكل جوهر الرؤية التي سنبني سوياً بها اليمن الجديد ))
فضلا عما جاء في البيان المهم الذي أصدرته قبل ذلك هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل برئاسة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر وما تضمنه من تأكيد واضح بهذا الشأن جاء فيه:-
1-إن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ووثائقه كافة والتي ستشكل محددات للدستور القادم لا يمكن لها أن تتعارض مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومبادئها العامة ومع قراري مجلس الأمن 2014 و2051 .
2- إن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ووثائقه كافة لن تؤسس لأية كيانات شطرية أو طائفية تهدد وحدة اليمن وأمنه واستقراره وإنها ستتضمن حلا عادلا وشاملا للقضية الجنوبية في إطار دولة موحدة على أساس اتحادي وديمقراطي وفق مبادئ العدل والقانون والمواطنة المتساوية (( يمكن الرجوع إلى نص التوضيح في عدد يوم الأربعاء 8 يناير أو في موقع المؤتمر)).
كما تضمنت الموجهات الدستورية أكثر من صيغة حول ذلك لتبقى الوحدة مصانة وتحت مظلة نظام سياسي اتحادي جمهوري ديموقراطي رشيد يمثل الصورة المثلى لما توصلت اليه التجربة الانسانية بالنسبة لنظام الحكم الذي يعتمد على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة ويلتزم مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه ولنفسه .
وفي دولة سوف يعزز من تماسكها ارتباط بلادنا بجغرافية واحدة متماسكة ومتكاملة في سهولها.. ووديانها .. وجبالها وشواطئها وكأنها تشد بعضها بعضا بحزام من التضاريس المتماسكة وعمود فقري مترابط من الجبال وأضلاع الوديان والتهامتين الشرقية والغربية والشاطئ الطويل المترابط على امتداد البحرين الأحمر والعربي والجزر العائمة في المياه الإقليمية .
ولا بد من الجزم بالتأكيد هنا بأنه يكذب على نفسه ان لم يكن جاهلا من يعتقد بان اعادة تحقيق الوحدة تمت بحماسة عاطفية مفاجأة أو دون حوار ودراسة وتمعن وعمل وحدوي دؤوب ومتواصل طوال عقدين من الزمن وبناء على عمل مشترك قام به المئات من أبناء الوطن ومسؤوليه في ما كان يسمى بالشطرين والذين التقوا وتحاوروا في الآلاف من اللقاءات والاجتماعات الرسمية والشعبية سواء في لجان الوحدة وغيرها والتي اثمرت العديد من النتائج المهمة والممهدة لإنجاز نصر الوحدة التاريخي العظيم وهي مدونة بكل التفصيلات وموقع عليها من قبل الجميع تشهد بذلك المحاضر والاتفاقيات التي اشتملت على كل صغيرة وكبيرة بالنسبة لكل السلطات والوزارات والجيش وفي كل المجالات والاختصاصات وآخرها لجنة العمل السياسي التي تم تشكيلها في الشهور القليلة التي سبقت يوم اعلان قيام دولة الوحدة المباركة والتي اختارت مبدأ التعددية السياسية للتداول السلمي للسلطة في ظل الدولة الديمقراطية البسيطة الخ !!
وفي كل الأحوال ففي ضمير وعقل كل أبناء اليمن إيمان راسخ لا يتزعزع بان من المستحيل أن يتجزأ الوطن من جديد بإرادة أبنائه وبأن الوحدة سوف تظل محروسة ومصانة بالشعب اليمني كله وبالنظام الجديد للدولة اليمنية المدنية الحديثة وكل مؤسساتها الدستورية الاتحادية والمحلية!!!
في كتاب النجاة: