إذا كان لتفاصيل مخرجات الحوار الوطني من معادل موضوعي فلن يكون سوى الاصطفاف الوطني ..والاستهلال موجه للصادقين والكاذبين معا..
خلاص..صار على الجميع أن يعترف للجميع بأن أرتال العداوات القديمة والجديدة بحاجة للإزالة ، ليس من أجل هؤلاء الذين أثروا في أيام الهدوء وفي أيام الصراع والتوتر وإنما من أجل الأجيال القادمة التي استهلكنا حصصها من الثروة وفقا لحديث صحفي بين المرحوم فرج بن غانم وبين هيئة تحرير صحيفة الثورة برئاسة المرحوم محمد ردمان الزرقة.
لن يكون لليمنيين اصطفاف دون أن يعاودوا التسليم بأن لليمن ثوابت وطنية لا يجوز القفز عليها أو السخرية منها بمكانزمات المكايدة أو الصراع السياسي..
وما لم يطرأ جديد بمزاعم وحجج استحقاقات التحول وفواتير الربيع أو أي من فصول السنوات البسيطة والكبيسة ستبقى الجمهورية والوحدة والديمقراطية هي الثوابت التي إن تمسكنا بجوهرها فإننا قد نتعثر..نفشل..ونتواجه ..لكننا لن نضل في نهاية المطاف.
شاء من شاء وتحذلق من تحذلق فإن الجمهورية ستبقى الثابت الذي أهدرت من أجله دماء زكية لثوار عظماء لم تفتر عزائمهم حتى وحصار السبعين يُضيّق الخناق على صنعاء ..لكن الجمهورية ليست جمهورية من يعلنون أنفسهم ملوكا وأمراء على ما تبقى من ثروات العباد المهدرة ثم يتباكون..لأنه كيف لأحدنا أن يحتكر السلطة ويحتكر الثروة ويعبث بعقول الناس ثم يتباكى على الجمهورية..
الجمهوريون الأصليون هم الذين غادروا الحياة إلى ذمة الله ولم يتركوا من أموال الشعب في خزائنهم ما يشير إلى أنهم كانوا امتدادا متوحشا للعبث والاستيلاء على حقوق البسطاء..
ومهما فرضت متواليات الصراع من مسميات متصلة بجغرافيا اليمن وتأريخه ونضالات شعبه المكافح سيبقى ثابت الوحدة اليمنية شرط الانتماء إلى نقطة الإشراق في ليالينا الحالكة..
لا بأس من إعطاء المحافظات والمديريات وحتى أقاليم المستقبل حق اتخاذ القرار ولكن أي قرار لا يجب أن يتجاوز مفهوم التنظيم الإداري الجديد وليس الانسلاخ السياسي البليد..
يجب أن تبقى الوحدة قدر الرئيس وقدر المرؤوس ..لأنها مصير الجميع وفيها القوة والعزة والكرامة وأي تعثر أو فساد أو احتكار للسلطة أو مركزية مالية وإدارية أو غياب للعدالة أو عدم تكافؤ في الفرص ليس أبدا حجة على الوحدة وإنما حجة على كل إدارة فاسدة وعابثة..وغير عادلة.
على الديمقراطية في اليمن - من خلال القائمين عليها- أن تكسب ثقة الشعب كثابت ثالث بامتلاكها صفة الوسيلة وليس الغاية ومن خلال عدم التماهي مع الفوضى واقتران الحرية بالمسؤولية بضوابط دستور يستخلص جوهر مؤتمر الحوار الوطني ويفرق بين السلطة وبين التسلط ويحترم الحرية الفردية في إطار الاحترام لحقوق المجتمع وحرياته..
إلى هنا ويكفي فساد ..إلى هنا وتكفي مواجهات ولجان تسوية ووساطة ومراقبة في المخارج والمداخل..يكفي قوائم شهداء وقوائم ضحايا فلم يخلق الله اليمنيين لأن يمثلوا إما دور القاتل أو المقتول وإنما ليعمروا بلادهم أسوة ببقية شعوب الأرض.
ما يحتاجه اليمن اليوم قرارات تعبر عن قناعات اليمنيين وإرادتهم..وما يحتاجه اليمن محاسبة كل مخطئ بما يدفع لانتهاج الصواب..يحتاج اليمن إلى جهود من يضمد الجراح ومن يوقف النزيف.
لقد تحاورنا كثيرا واحتربنا كثيرا وصار عندنا فائض من الافتراق ،وحان وقت المراجعة للعقول والضمائر..والعودة إلى أحضان وطن يتمنى على أبنائه أن يرفعوا شعار..لتكن البهجة يمنية.