كل حركات وتكوينات السلاح والإرهاب تبقى في أمس الحاجة إلى جلسات وبرامج سياسية ومدنية للعلاج من الإدمان على العنف . ذلك أن مشكلة العنف، تتمثل في الإدمان على العنف، أن يصبح حالة ادمانية تهدئ أعصاب المنتسبين إليه وتبهجهم وتجعلهم يقدسون أوهامهم إضافة إلى نشوتهم المدمرة للمجتمعات . وهكذا، يحتاجون مع كل جرعة دموية الى زيادة الجرعة التالية للأسف . لكن المشكلة الأكبر تكمن في التواطؤ مع العنف طبعاً . فالعنف طريقة رديئة لإثبات الذات ، في حين تنعكس آثاره التدميرية على الفرد والدولة ككل . وبينما في المجتمعات المتحضرة- التي عانت من العنف ووضعت قطيعة معه- يديرون خلافاتهم بطرق سلمية سياسية، يحدث العنف غالباً في المجتمعات التي تتشكل فيها حالة الدولة داخل الدولة ، بحيث توظف مراكز القوى العنف لتحقيق اهداف سياسية ، وهي بالتأكيد لاتتورع في ارتكاب اشنع الاساليب الدموية للحفاظ على مصالحها . والحاصل ان هذه القوى هي أكثر من يحتقر الاساليب الديمقراطية والاستقرار . وإذاً؛ كيف نشفى من العنف، بينما عتاولة العنف اليمني يهيمون في إذكاء العنف واستمراره ؟.
نشفى من العنف حين نعتبر السلم قيمة مجتمعية ذات أولوية لامناص عنها ، وصولاً إلى أن يصبح له الإجماع في مختلف سلوكات السياسة والاختلاف السياسي .
نشفى من العنف حين تشدد الدولة على أن تكون ذات سيادة وتقاوم التخلف المستشري فيها بالتنوير المتسق.
و يبدو من المعلوم ان المال والسلاح جناحا العنف هنا . كما بالعنف تتفاقم الأحقاد والثارات ليصعب على المجتمع العودة لحالة الصفاء والسلم إلا بصعوبة بالغة وبعد خسائرفادحة لها تداعيات مهولة أيضاً . غير أن النصر الناتج عن العنف مساو للهزيمة، إذ انه سريع الانقضاء، بحسب المهاتما غاندي . غير انه يصعب كبح جماح العنف حال انفلاته المهووس ووقوف أجندات دولية مؤامراتية تستفيد من غرق المنطقة بالعنف وراء تغذيته الممنهجة ،تماماً كما تفيد الوقائع التي انزلقت فيها عديد دول في المنطقة ، ولم تنجو بعد .
fathi_nasr@hotmail.com