لن يخرجنا إلى طريق آمن .. ولن يقودنا إلى مصير محترم، أن ظلينا نجتر تجاربنا السابقة القاسية في معالجة خلافاتنا التي لا تنتهي.
? كلما أختلفنا لا نجد أمامنا غير البنادق، هذا أمر خطير وحزين أليس من وسائل، وبدائل أخرى مثل تلك التي يلجأ إليها خلق الله على هذا الكوكب الذي لا يكل .. ولا يهدأ.
? وما الحل .. وأين البديل، أن نخلع العناد .. ونتجرد من الكبر .. ونتخلص من أعراض الثأر .. والحقد، والكراهية والتعصب .. والجشع السياسي المقيت .
? وأن نبني أو – نسمح – ببناء مؤسسات قوية .. فعالة .. ونقية .. حين نتفاوت تكون مرجعنا .. ومظلة خلافاتنا.
? لأن المبعوث الأممي – كثر خيره – قد يتقاعد، والدول العشر قد تصبح سبعاً، ومن حولنا لا يهمهم أن تطاحنا وتناحرنا وصرنا طعاما للكلاب الضالة.
? برلمان شرعي قوي وحاسم، ومحكمة دستورية عليا مهيبة .. ووقورة .. وشجاعة تتجاوز صلاحياتها الإعلان عن حاجتها إلى مواد قرطاسية وتحديد المواعيد السنوية لامتحانات معهد القضاء.
? ثم أن دعت الحاجة وأظنها ملحة وداعية، مجلس وطني مصغر لحكماء اليمن، لا يتجاوز عدد أعضائه العشرة، تحدد مواصفات أعضائه .. وصلاحياته في الدستور.
? يختار له أحكم .. وأعقل .. وأعدل وأشجع رجال اليمن، أصحاب تجربة، لم يتورطوا في قضايا البيع والشراء والنفاق .. والتطرف.
? هناك سبل .. وحلول .. ووقاية وضمان .. يجب أن يشملها الدستور الموعود الذي يصاغ الآن ليحدد معالم المستقبل .
? وليعلم القاصي والداني .. أنه لا أحد منتصر في حروبنا الخاصة، وصراعاتنا المزمنة، كلنا والوطن خاسرون.
? والوقائع ..والأحداث، تقول أن الذين تعاملوا بغرور المنتصرين خسروا .. ,لم يجنوا غير الخيبة والعزلة ..والهزيمة.
? الأخوة لا ينتصرون على بعضهم وأن تعاركوا أو تشاجروا أو غضبوا هذا أمر لا نقاش حوله والأيام دروس، وعبر .. والحصيف الذكي، من يتعلم من الماضي المعلول ويحسب للقادم المجهول.
? وثقافة .. الإقصاء .. والاستحواذ والثأر والشماتة لا تبني وطناً ولا تحمي أمة .. ولا تضمن مستقبلاً.
? والقلوب الكبيرة .. والعقول الراجحة تظهر معادن أصحابها في الأيام العصيبة.
? والتسامح قيمة دينية وإنسانية نبيلة، أمانة ومسؤولية لا يقوى على حملها غير المؤمن الصادق .. والوطني الغيور.
? آخر السطور
للشاعر محمود درويش
لا أعرف الشخص .. الغريب ولا مآثره
رأيت جنازة فمشيت خلف النعش
مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراما لم
أجد سببا لا أسأل: من
هو الشخص الغريب
وأين عاش .. وكيف مات، فإن أسباب
الوفاة كثيرة من بينها وجع الحياة