يحتاج اليمنيون إلى حكومة تعمل على بناء الثقة من أجل تحسُّن ملموس في الحياة اليومية للناس، وفي هذه اللحظات الحرجة من المهم جداً أن تكون الحكومة ذات مستويات عليا في الإرادة والطموح، كما أنه من المهم تحديداً العمل الجاد – وبلا هوادة - للحد من المصاعب التي على رأسها التحديات الأمنية الآن؛ بمعنى ضرورة أن تقوم الحكومة باستجابات كبيرة تحد من التدهورات التي لم تشهد لها اليمن مثيلاً.
ويبدو واضحاً أن الحكومة الجديدة أمام محكٍّ عظيم لا تنفع معه صيغ التنصلات أو التحايلات، بالذات المحك الاقتصادي، صحيح أنها تعمل في ظل إرث مهول من التراكمات المشينة التي ستعيقها مراراً، إلا أنها تستطيع صنع التجاوزات بالإرادة الفارقة لتمتين أدوات الدولة على نحو حقيقي.
وبالتأكيد تحتاج أية حكومة في مثل هذه الظروف إلى معاضدة كل الأطراف والقوى من أجل أن تتعزّز فرص تجلياتها كحكومة نموذجية قادرة على النجاح في تحمل مهامها الثقيلة.
في حين أن استمرار ازدهار النوايا اللئيمة والمتربصة القائمة على الواقع لتقويض العملية السياسية وإفشالها بشتّى الطرق لن تقود فقط إلى انهيار جهود السياسة في هذا البلد ومفاقمة أوضاع المواطنين المنهارة على أكثر من صعيد؛ بل إنها ستجعل العنف الناتج أكثر ما يؤرق المجتمع الدولي لسنوات قادمة في المحصلة.
باختصار.. لا لبلطجة القوة والعنف والإرهاب وتطييف الدولة والمجتمع، ونعم للسلام والازدهار والتعايش والتقدم، نعم لعدم غياب الرؤية السياسية المسؤولة والشفافة والنزيهة والناضجة، ولا لاستمرار عدم احترام كرامة اليمنيين الذين يتوقون للحرية وللحقوق وللقانون وللخبز.
fathi_nasr@hotmail.com