كانت رسالةً بليغةً وعميقة وهي آخر ما أبدَعتهُ روحهُ الزاهدةُ الشهيدة. لقد كانت المشهدَ المهيبَ لوداعه اليوم . كان اليمن كله حاضراً سواء عند مواراته الثرى أو في صالة العزاء.
قد تختلف أو تأتلف مع رؤى الراحل الكبير لكنك لن تختلف حول مدنيته وسلميته ونزاهته وهذا هو تماماً سبب وجود اليمن كله في وداعه اليوم. وبالطبع، لستُ بحاجة لأنْ أذكّركم بأنّ مصائب اليمن ناتجةٌ عن الثلاثية المعكوسة: العصبية بأنواعها، والعنف بأنواعه، والنهب بأنواعه! .. أليس كذلك!؟
إننا إزاء رجل كان شديد البساطة شديد التواضع مع كل الناس على الإطلاق. كما أنه وعلى عكس معظم السياسيين اليمنيين كان يعرف باستمرار ما يريد قوله ببساطةٍ ساحرة وذكية لا ينافسه فيها أحدٌ ممّن يحترفون السياسة والكلام في هذه البلاد!
نعم.. قرأنا رسالتك البليغة اليوم يا دكتور محمد ..تملّيناها وامتلأْنا بها!