نعرف أن اللحظة صعبة لوجوب الالتفاف من أجل الإصلاح والتغيير نحو إزالة رواسب الماضي البغيض بتفعيل الشراكة التي يتم محوها؛ لكن الحاجة الموضوعية الملحّة منذ فترة صارت تتطلّب وبشدة تنظيم الوعي والإرادة لدى قطاعات شعبية واسعة كنشاط ضاغط من أجل مطالب موجّهة ومركّزة نحو تحقيق أهداف الثورة وبناء الدولة وسيادة البلد، آخذين في الاعتبار قدرة قوى التغيير المبعثرة بوعيها وإرادتها حال توحّدها بشكل سليم في تيار ناضج على رفد البنية السياسية والمدنية للبلد بالهوية الوطنية الجامعة كما بالأهداف الوطنية العليا التي لا تقبل المساومة أو التنازل على الإطلاق.
لذا يكفينا بشاعة وطنية؛ ولنعالج مرض السُلطة التاريخي المتمثّل في الاستئثار ومصائبه وحماقاته، فمنذ سنين نستمر فقط في استدعاء ضنك تاريخ الانتكاسات إلى الحاضر؛ مع تثبيت دأب الإخلاص العجيب لمراكمة التشوّه القبيح الحاصل مراراً في صلب وطنيتنا كما في جوهر إحساسنا الذي لايزال باهتاً بأهمية بعث الدولة عموماً؛ ما قادنا اليوم وبفائض لا مبالاة - وهنا مكمن الخوف - إلى استنهاض اليأس لا شعورياً حولنا جراء عدم استجلابنا الضروري للأمل الواعي سعياً إلى الخلاص.