«1»
ليس ضرورياً أن تكون صارماً لتنجو؛ يمكنك أن تكون مبتسماً وأنت في عزّ نهكك، أن تطنّش قضايا البلد الرثّة والجحيمية قليلاً فقط لتتجدّد روحك وتستطيع المقاومة و..... في السياق يمكنك أيضاً أن تقول إنك بين صوت وليد الجيلاني ابن بلدك والصوت الفلسطيني هيثم خلايلة قد انحصر خيارك، ولذا أرسلت رسالتين واحدة للجيلاني وأخرى لهيثم..!!.
«2»
صدّقوني: المثقّفون والسياسيون الذين لا يبتهجون بالموسيقى؛ هم سبب خراب هذه البلاد، وتحديداً لكونهم كالصخور بلا حس.
«3»
يقول «نيتشة»: من دون الموسيقى؛ الحياة ستتحوّل إلى غلطة، وأكرّر أن أحلام الإنسان هي ما تقود أوركسترا الحياة، فالحياة بهذا المعنى هي مجموعة من عازفي الأدوات الموسيقية لأحلام البشر..!!.
أي أن كل تلك النغمات الحلمية الأزلية، هي معزوفة إنسانية واحدة.
«4»
أجزم أن الرابط بين المتطرّفين والانغلاقيين من الناحيتين الدينية أو الاجتماعية في عالمنا اليمني هو عدم سماعهم إلى الموسيقى والأغاني الراقية، هناك من يحرّمها، وهناك من يحتقرها كما نعرف، مع أنها تمثّل السمو الوجداني والحافز الموضوعي لتنمية الإحساس بالانفتاح والتذوُّق والتسامح والسلام أيضاً، وبالتالي فإنها لغة مثالية للتواصل وقياس حركة تطوّر المجتمع.
إن الموسيقى والغناء الراقيين يحرّران ويخصبان المخيّلة، وأما الذين يحرّمون الموسيقى والفن الراقي؛ فإننا نعجب من قحالة أرواحهم؛ خصوصاً أولئك الذين يبتهجون من تحليل منطق الإرهاب والموت، ولا يهتز لهم جفن في المقابل.
fathi_nasr@hotmail.com