من طبيعة الحياة وبطبيعة الحال أن التنوُّع في «الألوان، الأشكال، الأجناس، الأديان، الحضارات، الآراء، المعتقدات..... إلخ» هو سنّة من سُنن الكون، وهو أساس التطوّر وحركة الحياة، حتى إن انتقال الأجسام من حالة السكون إلى حالة الحركة لا يتحقّق إلا بوجود أقطاب سالبة وأخرى موجبة؛ فلا يمكن للموجب بمفرده أن يحرّك ساكناً، كما لا يمكن للسالب أيضاً.
وكما هو الحال في علوم الطبيعة والكيمياء، والرياضيات؛ هو الحال ـ أيضاً ـ في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، فلا يمكن لاتجاه واحد أو حزب أو قوّة بمفردها أن يحقّق أو تحقّق التقدُّم والتطوّر المنشودين، أو أن تلغي الآخرين؛ لأن مثل هذه القوى تعتبر متخلّفة عن ركاب العصر، وهي الشكل المعبّر عن الجمود والاستاتيكية، وعدم احترام العقل والمنطق والحقائق العلمية.
هذا ما يفسّر أهمية أن تنطلق المسيرة اليمانية نحو المستقبل من إدراك حقيقة الاحتياج المتبادل لكل القوى الوطنية بصرف النظر عن انتماءاتها السياسية أو الفكرية أو المذهبية أو الجغرافية.
فاحترام التنوُّع هو أساس الإيمان بالتشارك؛ بل إنه المنطلق لتحقيق الشعور بالتوحُّد؛ عندما يشعر كل فرد وكل فئة من فئات المجتمع أنه يمتلك فرصاً متكافئة في الحقوق والواجبات؛ بقدر ذلك الشعور يكون شعوره بالانتماء إلى الوطن لا أكثر.
وكما هو حال الاحتياج المتبادل الذي يفرض واقع الشراكة واحترام الآخر على المستوى الوطني؛ كذلك أيضاً الاحتياج المتبادل لبناء شراكة حقيقية مع المحيط الإقليمي والعربي والدولي وفقاً لأولويات سياستنا الخارجية التي تفرض تحرُّكاً سياسياً ديبلوماسياً يليق باليمن، تحرُّكاً يقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
Unis2s@rocketmail.com