إذا كانت أسعار النفط تراجعت ، والإيرادات تراجعت ، والوضع الأمني تراجع ، والاحتياطي النقدي تراجع ، والمستوى المعيشي تراجع ، وأكثر من ثلاثين شركة نفطية تراجعت وغادرت ، وجميع المتاحف تراجعت وأغلقت ، ومئات المدارس تراجعت وأقفلت ، والمستثمرون تراجعوا ، وهيئات الإغاثة تراجعت ، والمنقذون تراجعوا ، واليمن تراجع وتراجع وتراجع حتى اصطدم بالصومال ثم تراجع وتراجع وأصبح بعده بمراحل
فمتى يتراجع المتسببون بما وصل إليه حال اليمن ؟
متى يتراجعون ويراجعون أنفسهم قبل أن يصل اليمن إلى مرحلة من التراجع لارجعة منها.
الشعب تراجع وتجعجع وتوجع وتجرع وتصدع وتبرع ، تراجع دخله و أحلامه وحياته ومكتسباته.
الدولة تراجعت بهيبتها وقوتها ونفوذها وجيشها وذراعها وصوتها وصيتها ووعودها ورعودها .
الوظيفة العامة تراجعت بإيراداتها ومسؤولياتها وحقوقها وواجباتها والتزاماتها.
كل شيء تراجع في البلاد حتى كاد الجنين يتراجع ويرجع إلى بطن أمه التي خرج منها بعد أن خرج من ثلاث ظلمات ليجد نفسه في مليون ظلمة وظلمة.
المرحلة تحولت من انتقالية إلى تراجعية وبدلاً من القفز بالبلد إلى الأمام ، تراجع إلى الوراء ألف رجعة ورجعة.
كل أنواع التراجع التي تضر بالوطن وبالمواطن تراجعت إلا تراجعاً واحداً من شأنه أن ينقذ اليمن لم يتراجع
ولم يتضعضع ولم يتواضع ولم يخشع !
إنه التراجع من أجل اليمن.
رحم الله كل من يتراجع من أجل إنقاذ بلده وإيقاف تراجعها.
كل شيء ممكن يتعوض إذا تراجع ، إذا تراجعت أسعار النفط ممكن ترجع وإذا تراجعت الإيرادات ممكن تعود لترتفع وإذا تراجع الأمن ممكن يتقوى وما ينقطع
إلا الوطن وسعر المواطن إذا تراجعا تنهار القيم والمبادئ والقوانين والحياة بمختلف نشاطاتها.
تراجعوا عن صراعاتكم قبل أن تصرعوا اليمن في هوة سحيقة لارجعة منها.
تراجعوا فالتراجع من أجل الوطن من شيم الفرسان ومروءة الشجعان.
والتراجع باليمن إلى الحضيض أسوأ ما يمكن فعله.
فلا تراجع لا استسلام حتى يعود يمن الإيمان والحكمة والسلام.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين .