اليمن بحد ذاته أصبح رهينة.. ويخشى العالم أن تبوء محاولة إنقاذه عبر " السلم والشراكة " بالفشل.
اليمن في وضع حساس جدا وعملية إنقاذه وتحريره من قيود العنف تتطلب إحساسا عاليا بالمسؤولية من جميع الأطراف الداخلية.
على الجميع أن يعلموا أنهم أمام خيارين لاثالث لهما إما الارتفاع بالسلم والشراكة برؤية وطنية تشمل الجميع ولاتستثني احداً ، أو الانحدار باليمن باتجاه الانهيار في نفق مظلم لا احد يعلم نهايته.
على جميع اللاعبين النافذين في الخارطة اليمنية أن يدركوا أن مهمتهم الآن كمنقذين وليس كمتصارعين
وهذا ما جرى عليه العرف اليمني الأصيل عندما توشك السفينة على الغرق وتنتشر الثقوب في أنحائها يتوجب على الجميع تناسي خلافاتهم والمبادرة للإنقاذ وردم الثقوب وإعادة دفة السفينة وشراعها للإبحار.
الركون على نظرية العنف من اجل السلطة ، والاعتماد على تفويض الفوضى لتحقيق السيطرة الأحادية أو الثنائية لن يقود سوى إلى عملية إنقاذ فاشلة وحينها لايستبعد أن ينطبق على حال اليمن " الرهينة "
مقولة " العملية نجحت لكن المريض مات".
اليمن لايمكن أن يموت لكنه ضعيف وهزيل وأوبئة شتى تتناوبه وتسعى إلى الفتك به ، وما يحتاجه هو المناعة الداخلية التي تمكنه من مواجهة خطر انهياره الشامل.
التدخل الأحادي أو الثنائي لإنقاذ اليمن لا يمكن أن يؤتي ثماره في حال لم يشارك فيه الجميع – جميع اليمنيين بلا استثناء – فالعزل والإقصاء والتسلط يستحيل أن ينتج غير المزيد من العنف والحروب والتمزقات والانقسامات.
قد يفقدون اليمن في غمرة التسلح الأعمى والتطرف البغيض نحو النفوذ حتى لو كانوا يرفعون شعارات الإنقاذ.
أعود لأقول اليمن أحوج ما يكون إلى عملية إنقاذ شاملة تنتشله من وحل العنف الذي غرق فيه من قمة رأسه حتى أخمص قدميه على شرط أن يكون هذا الإنقاذ يمنياً من الداخل .
بالنسبة للخارج وخاصة الخليج لم يعد مستعدا لتقديم أي مبادرات جديدة لإنقاذ الوضع في اليمن ذلك أن الخلل ليس في المبادرات بقدر ما هو في نوازع الصراعات الداخلية وبالتالي فلا قيمة لأية مبادرة.
اليمن فعلا لا يحتاج إلى مبادرات جديدة فما أكثر المبادرات والاتفاقيات التي تم توقيعها وآخرها السلم والشراكة.
الحل بأيديكم ايها اليمنيون اما اتفقتم وسلمتم وتشاركتم وانقذتم بلدكم واما اختلفتم وتناحرتم وتقاسمتم والقيتم ببلدكم الى التهلكة ، هكذا يبدو لسان حال العالم مع اليمن خصوصا في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه.
فهل تعقلون؟
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين