«1»
المثقّفون المزيّفون يضحكونني وهم يتذرّعون بالانشقاق والبوهيميا والحرية الفردية فيما يمارسون النقد المُمعن في الكيد ضد الأحزاب، مستذكرين تاريخ الشمولية البائد بثأرية فظيعة «لا مبرّرة اليوم» وغافلين ببلاهة فهلوية «مبرمجة سلفاً» عن خطر مثالب جماعات السلاح الفظيعة التي دمّرت البلد تارة باسم الله وتارة باسم قداسة القبيلة، طبعاً للأحزاب أخطاؤها، وبالتالي النقد ضرورة غير أنها تظل الصيغة التي يجب احترامها والعمل على تنميتها كونها عملاً سلمياً مدنياً أولاً وأخيراً لا سحق الثقة فيها لصالح قوى التخلُّف والسلاح والعنف واللا سياسة.... إلخ.
«2»
أبدعت الزميلة «الشارع» في إعادة نشر مذكّرات عمر الجاوي عن «حصار السبعين» أعيدوا القراءة وتمعّنوا كم كان ذلك الجيل يمثّل عبقرية الوطنية اليمنية.
«3»
جاء في كتاب «الهويّات الطاردة» لمحمد ناجي أحمد الصادر في 2010م:
«إن القوى الرأسمالية سواء أكانت حداثية أم ما بعد حداثية تعتمد على التنافس في السوق وعلى تقسيم العمل وعلى الآلات ثم نظم المعلومات وثورة البيولوجيا والعمارة لدى ما بعد الحداثة.
في حين أن القوى التقليدية تعتمد على الاستئثار والنهب دون أقنعة قانونية أو حتى أقنعة السوق؛ وهو ما يجعل القوى التقليدية مطمئنة إلى نفوذها وبقاء علاقات الهيمنة مستمرة ودائمة؛ فإذا حدث ما يهدّد هذا الاستمرار لعلاقات الهيمنة؛ تبدأ الصراعات بين القوى المهيمنة متذرّعة بخطاب المستضعفين كقناع لهدفها المستتر المتمثّل في إعادة إنتاج استبداديتها وهيمنتها.
ومفهوم التوازن بين هذه القوى لا يقوم على التكافؤ بينها وإنما على أساس الإرث التاريخي وتضحيات الآباء الذين صنعوا ذلك التوازن وجاء الأبناء ليصيغوا هذا التوازن بلغة عصرية بتأكيد دلالة رمزية متوارثة ورأسمال مقدّس».
fathi_nasr@hotmail.com