يجب أن لا يوجد في اليمن شعب سني أو شعب شيعي؛ بينما المتوجب إزاء هذا التجريف اللاوطني تفعيل قيمة الشعب اليمني أكثر من أية قيمة أخرى؛ إذ بغير ذلك سيسهل مراراً قهر اليمن ودحض آمال المواطنة المتبقية في روح كل يمني وطني حر يقاوم ما يحدث لبلده الأمين من عبث ولا مسؤولية.
ويبقى تعزيز الذاتية اليمنية المبدعة جماعياً هو المنجاة الحقيقية لبلادنا بدلاً من أن يستمر اليمنيون بجعل بلدهم مجرد كانتونات لمصالح الصراع الإقليمي الذي لا أسوأ منه.
كما أن استدراج اليمن إلى الحالة العراقية عبر تصدير انتقامية الاوضاع الاقليمية إليه حسب ما هو واضح اليوم، أمر كارثي جداً في الوضع الراهن بالذات؛ حيث سيجعل كل الشعب اليمني بدون استثناء يدفع الثمن فادحاً، ولن يشفع التاريخ بالطبع للمتهاونين أو المتواطئين.
غير أنه اليمن كهوية أساسية وأنبل لجميع اليمنيين أو هكذا ينبغي.. هوية دائمة وأصيلة رغماً عن أنف كل ملوك الطوائف.. ملوك تفعيل اليباس الوطني والاستلاب والخراب.. الملوك المفتوحين على مصراع هستيريتهم الطائفية فقط ، بينما سيظل اليمن يفاجئهم على الدوام بقدرته الاستثنائية على البقاء في قيد الحياة، معززاً بحلم المواطنة الذي يزداد اخضراراً رغم كل شيء.
fathi_nasr@hotmail.com
.