لماذا كل هذا العقوق للشعب وتطلعاته وآماله وأحلامه؟ لماذا كل هذا التنكر لواجبات القيم الإيمانية و إملاءات الحكمة؟ والنفور من السير قدما على صراط العقلانية؟ والسلم الحق.. والشراكة الوطنية الحقة؟؟أسئلة كثيرة تدور في أذهان المواطنين أولئك الصامدين تحت وابل من أعمال التخريب.. وجرائم الإرهاب.. وكتابات الحقد.. وتعليقات الضغينة والكراهية و التحريض على الاحتراب .. والفتنة المناطقية والطائفية والمذهبية القاتلة؟؟
* وقد بدا أن لا مجال يتسع أمام الجهود التي تبذل من أجل إخراج الوطن العزيز الغالي من هذا النفق الذي يتربص فيه أبناء الوطن ببعضهم البعض برغم أن الخروج منه صار على مسافة خطوات معدودة يعرفها الجميع. ولا مناص من عبورها إلى ساطعة الانتصار العظيم للشرعية الدستورية التي تحقق اكتمالها في بلادنا بإعادة تحقيق الوحدة وتعميق الالتزام بمبدأ الحرية والممارسة الديموقراطية المفتوحة على كل فضاءات التجربة الإنسانية الناجحة والمتطورة في ظل التعددية السياسية و التداول السلمي للسلطة والشراكة الوطنية التوافقية؟؟
> نقول ذلك و نكرر القول وندعو الجميع وفي المقدمة كافة القيادات السياسية في بلادنا إلى الاستجابة لما دعا إليه مجلس الشورى في البيان الصادر عن اجتماع هيئته الرئاسية يوم أمس الأول و الاحتكام للأهداف والمبادىء التي تتصدر أدبياتها السياسية التي تجعل المصلحة العليا للشعب وصيانة الوحدة الوطنية فوق كل المصالح والولاءات الضيقة! وإعطاء الأولوية لأهم ما يتوجب العمل من أجله اليوم قبل الغد هو الخروج من هذا النفق المظلم بالصراعات المدمرة .. ومهاوي سوء الظن.. والمصالح الأنانية إلى رحاب السلم والشراكة الوطنية! ووضع ذلك موضع الصدق في الالتزام والتنفيذ وبصورة حاسمة وعاجله.
> ومع ذلك نقول أيضا وبصوت عال بأنه لا قيمة ولا معنى للشراكة الوطنية إذا لم تقم بتوظيف كل القدرات في كل الحقول وميادين العمل وتحمل المسؤولية الوطنية من أجل الغاية الوطنية الكبرى والعاجلة.. وهي إعادة الثقة الكاملة في الدولة واحترام وجودها وهيبتها .. وإنهاض الوطن من عثراته السياسية والأمنية والاقتصادية و إخراجه من محنته المتفاقمة إلى مرحلة تاريخيه جديدة يتطلع إليها الجميع.
* وأرجو هنا أن أذكر بما حذّر منه من وقت مبكر الفيلسوف العربي الراحل الدكتور زكي نجيب محمود يرحمه الله من خطورة التناقض بين الأقوال والأفعال وبين الالتزام والعمل على التنفيذ وبين إطلاق الوعود وعدم الوفاء بها مما تقع فيه السياسات ومناهج التطبيق والخطط والبرامج ومعطيات التنفيذ وحقيقة السلوك العملي
* ومن أهم ما دعا إليه الدكتور زكي نجيب محمود هو أهمية التغلب على هذه الظاهرة الغريبة نعني وهي أن (( اللسان في حياتنا يحكي شيئا والأبدان تسلك شيئا آخر )) وكأن هناك إرادتين متنازعتين يحملهما الإنسان العربي داخل جسده بل وتمثلان شرخا في روحه الأمر الذي يختلف عن كون الإنسان العربي مجرد ظاهرة صوتية و بمعنى أنه إذا ما قال فقد فعل وانتهى الأمر عند هذه النقطة للأسف الشديد
* الذي دعاني إلى استدعاء هذه الرؤى والنظر المتأمل فيها هو أن جانبا من الإشكالية السياسية في بلادنا يعبر عن هذه المشكلة الخطيرة ذلك أن النخب والأطراف السياسية سرعان ما تلبي نداء العقل إلى التفاهم والحوار وتتوصل إلى نتائج مهمة متفق عليها وتكتب ذلك في اتفاقات مبرمة ومتفق عليها ويوقع عليها الجميع ولكنها للآسف الشديد لا تضع ما يتم الاتفاق عليه والتعهد به موضع التنفيذ بل ويسارع البعض إلى خرق تلك الاتفاقات قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به !!!
> أليست هذه مأساة حقيقية ؟؟؟ اليست نقيض الإيمان والحكمة ؟ وما هو علاج هذا الداء الخطير ؟؟
> ومع ذلك أكتب عن الموضوع بهذه الصورة المختصرة وأتركه للنقاش والبحث عن العلاج الناجع والحاسم وليس بحثا عما قد يظنه البعض وكأنه نوع من سوق المبررات لما يحدث في بلادنا والكثير من الأقطار العربية وليس مجرد استدعاء ما حذّر منه العديد من المفكرين والكتاب العرب خلال القرن المنصرم ومستهل هذا القرن !!
> نشيد لوحدتنا
> """""""""""""""
> لوحدتنا نصرِنا السرمدي
> ينابيعُ حب الفؤادِ الندي
> نصونُ حماها كصونِ الأسود
> عرينََ المفاخرِ والسؤددِ
> ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
> ونفدي بأرواحنا مجدها
> على قمة الموقع الخالدِ
> فكل العطاء العظيم لها
> لتمضي إلى المرتقى الصاعد
> ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
> و تبقى على مر كل العصور
> مسيجة العز بالأكبدِ
> مكللة الهام في ذروة
> تدلُ خطانا لأبهى غدِ