بحسب المعلومات الموثوقة التي لدي فلا صحة لما تم تداوله عن استبدال محمد الحوثي بيوسف الفيشي في رئاسة اللجنة الثورية التابعة لأنصار الله المكلفة بتسيير الاعمال في البلد، وبحسب تلك المعلومات فانه تم الاتفاق في اللجنة على أن رئاسة رئاسة الاجتماعات تكون بالتناوب بين أعضائها بحسب التسلسل الأبجدي لأسمائهم.
طبعاً أنا لست مع اللجنة من الأصل وكل الاعلان الدستوري على اعتباره خيار أحادي وانقلاب على كل التوافقات السياسية، لكن لو تعاملنا مع تلك السلطة كأمر واقع فان تلك الطريقة في ادارة البلد بدائية للغاية وتدل على عجز أو تخوف من اختيار أحدهم رئيس للجنة.
تخيلوا بلد يديره كل يوم رئيس !!!
بخصوص مرض الرئيس هادي
--------------------------------
هناك مخاوف لدى أنصار الله من أن يشكل سفر الرئيس المستقيل الى الخارج خطراً على اعلانهم الدستوري وسلطة الأمر الواقع التي شرعوا في تأسيسها على أنقاض سلطة الرئيس والحكومة المستقيلة، ويخشون من أن يتم التعامل مع هادي كرئيس شرعي -وهو لا يزال كذلك من الناحية الدستورية والقانونية- بحكم أن مجلس النواب لم يقبل استقالته الى اليوم، وبالتالي يدخل البلد في أزمة شرعية، ما بين الشرعية الرسمية وبين الشرعية الثورية التي يسعى أنصار الله الى فرضها بالقوة على خصومهم السياسيين.
ويخشون أيضاً من وصول هادي الى عدن أو أي مدينة أخرى ثم يدير ما تبقى من محافظات خارج سيطرة الحوثيين، وستنهال عليه المعونات والدعم الاقليمي والدولي على اعتباره الرئيس الشرعي والسلطة الرسمية، وستنقل الخزينة العامة الى المكان الذي سيتواجد فيه هادي، وتحاصر صنعاء وبقية المدن التي تحت سيطرة الحوثيين على اعتبارها مدن تم السيطرة عليها من قبل مجموعة مسلحة، وندخل في فتنة لا يدري أين ستنتهي الا الله.
من ناحية أخرى الرئيس مريض ولا ندري مدى خطورة مرضه، وهل يحتاج فعلاً للعلاج في الخارج أم لا، وقد يكون الرئيس عازم على أن لا يعود أبداً للسلطة والدخول في صراع على الشرعية مع أنصار الله، لكن من يقنع أنصار الله بذلك.
وبالتالي على من أراد حل هذا الاشكال وهناك فعلاً بعد انساني لمساعيهم على اعتبار أن صحة الرئيس في خطر حقيقي وهناك حاجة ملحة وضرورية ليتلقى العلاج في الخارج أن يُطمئن أنصار الله بأي شكل، إما ان يجتمع مجلس النواب ويوافق على استقالته لكي تنتهي مخاوف أنصار الله، واما أن يوجدوا أي حل آخر يطمئن الحوثيين ويحافظ على حياة الرئيس كإحضار اطباء من الخارج مثلاً وبالأخص أن هناك مستشفيات في اليمن لديها أحدث الأجهزة ولا ينقصها الا كوادر عالية المستوى.
بغض النظر عن مدى شرعية تصرف أنصار الله مع الرئيس، نحن أمام واقع سياسي جديد وهناك مسؤولية تحملوها وأصبحوا بموجبها سلطة الأمر الواقع في عدد من المحافظات.
أكثر ما أخشاه هو أن يحصل شيء لا قدر الله للرئيس هادي وتزداد حالته سوء أو يتوفاه الله عندها سيكون موقف أنصار الله حرج للغاية أمام الكثير من الأطراف، وسيتحملون المسؤولية الاخلاقية عن وفاته.
لذا على الجميع التعامل مع القضية من جانبها الحقوقي وبواقعية سياسية كذلك، وعدم استغلال الجانب الانساني فيها دون السعي لإيجاد حلول معقولة تراعي مواقف ومخاوف كل الأطراف.