أدلى المبعوث الأممي السيد جمال بن عمر بحديث متفائل عن قرب الوصول إلى حل سياسي توافقي يليق باليمنيين ، ويرتكز هذا الحل على اعتماد مجلس النواب الراهن بشرعيته المستمدة من المرجعية الدستورية الحالية ، وأن يتم استحداث مجلس شعبي انتقالي يمثل رافداً إضافياً لمجلس النواب ، وينخرط فيهم ممثلو القوى غير الممثلة في مجلس النواب الحالي، كما ينص الاتفاق على تمثيل عادل للجنوب والمرأة والشباب ، وبنسب محددة معلومة سلفاً .. تالياً يصار إلى تشكيل مجلس وطني من الإطارين السابقين، يكون بمثابة منصة انطلاق لحلحلة بقية القضايا العالقة ، وفي مقدمتها المؤسسة الرئاسية والحكومية.
يذكرني هذا التدبير التوافقي العاقل بما ذهبت إليه الثورة الفرنسية الكبرى بعد أن عاث زعيمها الموهوم «روبسبيير» في الأرض فساداً، ونصب المقاصل ، وسالت الدماء دون توقف ، فجاء الإنقاذ من المجلس الوطني الفرنسي ، وأفضى السيناريو إلى تشكيل الجمهورية الفرنسية ، وتخليص الثورة من عيوبها ، وتمكين الذاكرة الوطنية الجمعية من الحضور الفاعل والمشارك.
درس الثورة الفرنسية يستحق منا استقراء ، وخاصة من قبل تلك الأطراف التي تعتقد بأن الظفر الميداني الواهم سيكون درباً مناسباً للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه ، وجروا إليه البلاد والعباد.
بشارة التوافق على المجلس الوطني اليماني لن تكتمل إلا بسرعة تنفيذ المحددات الأممية المتعلقة بالإجراءات الانفرادية التي قام بها الحوثيون، بمساعدة صريحة ومكشوفة من قبل طرف سياسي كان يفترض أن يكون الأحرص على مصلحة الوطن.
Omaraziz105@gmail.com