«1»
مع زيادة اللجان تتعقّد الحلول، وكلما تكاثرت التكتلات يتشظّى المجتمع أكثر، واما بسبب «أنصار الله» والشريعة فلا يتكدس سوى المهاجرون، كذلك تبدو الحوارات بمثابة بروفات لدورات حروب جديدة، وفيما تمثّل العهود استعدادت حثيثة للخيانة؛ ينطوي كل وفاق سياسي على كيد عنفي مضمر.. وهكذا، لا يحدث ذلك سوى في اليمن فقط..!!.
«2»
من غير المعقول أن الأهداف الكُبرى التي ناضل جيل سبتمبر وأكتوبر العظيم من أجل تحقيقيها لايزال جيلنا يناضل من أجل تحقيقها أيضاً، خمسون عاماً وأكثر والدولة والمواطنة أبعد ما تكونان عن الواقع، قيم العصر تنأى عناّ كلما قلنا إننا نتقدّم في العصر، الزيف ومصرع الأحلام هو الثابت الوحيد، إضافة إلى انتصار قيم ما قبل الدولة على قيم الدولة المنشودة، لا الريف ريف، ولا المدينة مدينة، ولا الإنسان إنسان؛ كذلك الطبقة الوسطى اندثرت ولا ضمانات مستقبلية بالمقابل، بينما عاث الفساد في المجتمع والدولة حتى اتسم تاريخنا المعاصر بالانفعال والشعارات الواهمة وعدم المسؤولية تماماً، السبب الأساس هو غياب المشروع الوطني.
«3»
مؤكد أن أفضل مكان لحوار الأطراف «المربوشة» هو مستشفى الأمراض النفسية والعصبية..!!.
«4»
الناس غايتهم السلم الأهلي وهذا مبدأ، لذا يجب العودة إلى صواب السياسة وتحمُّل المسؤولية بجدّية لا تنصلات فيها أو خدائع، يجب على الجميع استيعاب مخاطر التماديات.
ثم إن تطييف الصراع بدلاً من تسييسه يعني الإمعان في حالة التيه الوطني وتأجيج الكراهيات وحرف تراكم النضال المدني عن معناه الحقيقي؛ إضافة إلى وضع الصراع في قالب أخرق وأهوج ودموي وبدائي لا يصب في مصلحة اليمن واليمنيين على الإطلاق.
fathi_nasr@hotmail.com