الرئيس السابق «صالح» من الماضي؛ ولن نقبل به على رأس السلطة مجدّداً مهما بلغت مساوئ من بعده، لأنه مشارك في كل صغيرة وكبيرة في الأوضاع المأساوية التي نحن فيها، وكان اللاعب الأبرز وصانع الأحداث والحروب والفتن والصراعات وإدارة البلد بالأزمات لأكثر من 30 عاماً.
لا يمكن لصالح أن يقول لنا: "انظروا ماذا فعل هادي أو محسن أو الإخوان أو الحوثيون أو الحراكيون بعدي" فكلهم صنيعة قراراته وأزماته وحروبه وفتنه التي برع في إدارة البلد عبرها والرقص على رؤوس ثعابينها كما قال في إحدى مقابلاته..!!.
أقصى ما يمكننا تقبُّله منك هو أن تكون رئيساً لحزب المؤتمر وأباً روحياً له، لكن عودتك إلى السُلطة مستحيلة ولن يقبل بها أحد؛ لأنها أشبه بالجنون وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء واستدعاء للماضي بعد أن تخلّصنا من كابوسه الذي جثم على صدورنا لأكثر من 3 عقود.
أنصح الرئيس السابق بأن لا يتجاوز ذلك الدور، فهناك من يتربّص به وينتظر اللحظة التي يخطئ فيها ويمارس أية سُلطة من أي نوع مستغلّاً علاقاته وتحالفاته والولاء الذي له عند بعض القادة العسكريين والأمنيين، فذلك سيكون انتحاراً له كما ينتحر هادي الآن وكما انتحر قبله علي محسن الأحمر عندما تحاذق وادّعى أنه تخلّى عن سُلطته وبزّته العسكرية وأصبح مستشاراً لرئيس الجمهورية، وفجأة وجدناه – في سبتمبر الماضي - يمارس سُلطاته العسكرية من الفرقة الأولى مدرّع التي عُزل منها مستغلّاً ولاءها له، وكانت نهايته كعسكري وكقائد مخزية..!!.
حافظ على الصورة التي ظهرت فيها وأنت تسلّم «علم الجمهورية» بطريقة سِلمية إلى الرئيس هادي عبر انتقال شبه سلمي للسلطة، تلك الصورة هي التي حمتك إلى اليوم وجنّبتك مصير محسن والمصير المتوقّع لهادي.
وتجنّب الظهور أنت أو أحمد كقائد للحرس الجمهوري أو الأمن المركزي وكمن يدير المعارك والسياسات؛ لأن ذلك قد يجرّك في لحظة من اللحظات إلى أتون الصراع والحرب ولا قبل لك بخوضها مجدّداً وأنت أكثر من يعرف ذلك، ودرس علي محسن وفرقته لايزال ماثلاً أمامك..!!.
albkyty@gmail.com