|
|
|
|
|
إلى أين يسوق الإرهابيون الأمريكان الولايات المتحدة ؟
بقلم/ دكتور/عبدالعزيز المقالح
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و 30 يوماً الثلاثاء 21 سبتمبر-أيلول 2010 06:45 م
كثيراً ما توقفت عند كلمة السيد المسيح، تلك التي يسخر فيها ممن يرى القشة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه هو ، وهي تنطبق الآن على الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الدولة العظمى التي ترى ما تسميه بالإرهاب في أماكن عديدة من العالم، ولا تراه على حقيقته في عقر دارها وبين أبنائها الذين يشكلون أكبر قوة إرهابية ظاهرة وخفية ، ومنها عصابات المافيا الاقتصادية ، والسياسية ، والدينية ، وتكاد هذه العصابات تكون الحاكم الفعلي والمهيمن على مسار كثير من الأمور في هذه الامبراطورية المشغولة بالهيمنة على العالم تحت مزاعم مكافحة الإرهاب وحماية أمريكا من قوى سرابية موهومة أو من قوى تدافع عن كرامة أوطانها وتقف في وجه المحتلين والغزاة . وما أحوج هذه الامبراطورية إلى أن تعيد النظر في مفهوم الإرهاب وفي التعرف على مصدره ، وهو ليس بعيداً عنها لأنه في القلب من تكوينها السياسي ، والاقتصادي والتاريخي . ولم يكن "القس تيري جونز " الذي هدد بإحراق القرآن الكريم إلاَّ النموذج لمافيا الإرهاب الديني داخل الولايات المتحدة ، كما لم يكن يهدف من خلال تهديده بإحراق القرآن الكريم سوى إلى إشعال فتنة عالمية تكون الولايات المتحدة ضحيتها بكل ما تعني كلمة ضحية من استهداف المصالح ، والبشر ، وإحراق كل الجسور القائمة والتي يمكن أن تقوم بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة . وكثيرة هي الأسئلة التي أثارها تهديد هذا القس الإرهابي، ومنها سؤال لمفكر عربي يقول : لماذا لا تلتفت أمريكا إلى الإرهاب الذي يقضم أحشاءها في الداخل ويتنامى في صلب المجتمع الأمريكي ؟ وهو سؤال جدير بأن يتوقف العالم بأسره في انتظار الإجابة عليه ، فالأمر المحير أن البيت الأبيض يبحث عن الإرهاب في الأماكن النائية ويتجاهل الإرهاب في قلب البلاد التي يدعي أنه يحكمها، وهو إرهاب على درجة قصوى من الخطورة . إن الإرهاب في الولايات المتحدة ضارب بجذوره في أعماق التاريخ ويكاد يرتبط بتكوين هذه الدولة التي قامت على إبادة السكان الأصليين لأمريكا وإرهابهم ، وإذا كان بعض المفكرين المصلحين وعدد من المبدعين الأمريكان قد حاولوا تغيير العقلية الأمريكية النموذجية القائمة على قتل المخالفين وتدميرهم ، فإن جهود أولئك الطيبين لم تثمر إلاَّ في أوساط محدودة، وظلت صورة رعاة البقر والقتلة هي السائدة ، كما لم يكن اليمين الأمريكي بقياداته وزعاماته السياسية إلاَّ الخلاصة المركزة لذلك النوع من القتلة الذين يتذرعون بأوهى الأسباب للخلاص من منافسيهم أو المعارضين لأهدافهم ، ولم يكن "جورج بوش" الصغير، إلاَّ واحداً من رعاة البقر الصغار الذين تسللوا إلى البيت الأبيض ، ونجح في حشد الرأي العام الأمريكي ليقوم بحروبه الصليبية تحت ذرائع كاذبة ومختلقة ولا أساس لها في الواقع . وإلى هذا البوش الصغير يعود وزر الاستخدام الخاطئ واللعب الخطير بالورقة الدينية . وإذا كان سقوطه الشعبي مذهلاً ومدوياً ودخوله سلة المهملات قد شكل رداً إيجابياً يتناسب مع دوره، فإن اليمين الذي استخدمه وقاده إلى القيام بتلك الكوارث مازال حاضراً ومتربصاً ولم يكن "القس تيري جونز" إلاَّ التعبير القذر عن أهداف هذا اليمين العنصري المتعصب. والسؤال المهم الذي يصح أن نختم به هذه الإشارات هو : لماذا وقفت الإدارة الأمريكية من تهديد ذلك القس المشبوه موقف المناشد والمحذر، بدلاً من أن تتخذ إجراءاتها الواقية من حماقاته وأمثاله ممن يمسكون بقنابل المتفجرات الكونية، ويشعلون الحروب التي لن تعرف التوقف ؟ والمخيف والمرعب أن يكون ماضي الإنسانية وحاضرها ومستقبلها رهناً بحماقات هذا القس المهووس وأمثاله ممن يسوقهم الحقد والتعصب إلى مواقف لا يدرون ولا يقدرون عواقبها بالنسبة لهم ولبلادهم . الأستاذ أحمد الحاج في كتابه الجديد (بين السيف والقلم): في الأيام الأخيرة من إجازة العيد وجدتني بحاجة إلى إعادة قراءة كتاب الصديق الأستاذ أحمد الحاج (بين السيف والقلم، قراءة نقدية في البنى والأنساق الثقافية والسياسية) وهو كتاب جدير بأن يُقرأ أكثر من مرة، فقد تضمنت فصوله الثلاثة أهم قضايانا الراهنة من الناحية الفكرية والسياسية والثقافية، من خلال تناول معرفي بارع يجمع بين العمق والشفافية، ويحاول الرد على كثير من الأسئلة التي تثير قلقاً شاملاً، لاسيما في أذهان الجيل الجديد. الكتاب من إصدارات مركز عبادي للدراسات والنشر، ويقع في 174 صفحة من القطع المتوسط. تأملات شعرية : عندما تشرق الشمس في بلديْ ، لا أخاف عليها من الليل أو من سماسرة الكهرباء الذئابْ . بيد أني أخاف عليها من القُسُسِ العاكفين هناك وراء توابيتهم يطفئون شموسَ الحقيقة أو يشعلون الحرائق في كل موهبةٍ وكتابْ
|
|
|
|
|
|
|
|