هل تعلمون حق المعرفة السبب الأساسي لوجود منظمات عديدة أممية وأمريكية وأوروبية في أوطاننا العربية ,,, وتحمل مسميات مختلفة وبأهداف متعددة ,,,
منها من تحمل أهداف إنسانية ومنها أهداف تنموية ومنها أهداف بيئية ومنها أهداف حقوقية ومنها أهداف توعوية ومنها تعليمية ,,, ومنها ما يهتم بجانب المرأة وجانب الطفل وجانب الأقليات والنازحين وغير ذلك ,,, ومنها ما يدار بكوادر محلية ومعظمها بكوادر خارجية ,,, ومنها ما يهتم بالتشييد والبناء ومنها فقط دعم لوجستي وتدريبي واستشاري ,,,هل تعلمون لماذا تتزاحم الدول الغربية وتسارع وتتنافس لكي تنشئ منظمات في بلداننا العربية رغم عامل العداء والصراع والنزاع القائم بيننا منذ الأزل سواء كان صراع ديني أو صراع مصالح أو غير ذلك ,,, هل تعلمون لماذا تنفق هذه الدول الملايين من الدولارات لكي تبني الإنسان العربي بناء سليما وتنور فكره وتصحح مساره وتعالج إختلالاته وتسعى لإخراج هذا الإنسان العربي كفرد مثالي كامل الأوصاف يملك عقلا وجسدا سليما ,,, هل يا ترى أن هؤلاء يملكون قلوبا رحيمة ورؤفة ومتسامحة ومحبة وهمها الأول والأخير مساندة ومساعدة العالم العربي وتنميته وبناء قدراته وفقا لالتزامات أخلاقية استنبطوها من بيئتهم التي ترعرعوا فيها فأكسبتهم كل جميل وخلق حسن ,,, أم أن الأمر أبعد بكثير جدا من هذا الهدف الذي فقط لا تتجاوز هذه الرؤية مرأى إنسان ينظر إلى ما بين قدميه .
- دعونا ننظر إلى من تمثل هذه المنظمات ومن يدعمها ومن هم القائمين عليها ,,, هناك منظمات منبثقة من هيئات الأمم المتحدة ومدعومة ومعترف بها عالميا ولكنها تظل تحت رحمة بعض الدول الكبرى وقراراتها وتوجهاتها وأفكارها وأهدافها وهناك منظمات تدعي الاستقلالية من هذه الحظيرة ولكنها مستمدة شرعيتها ورؤيتها منها كي تستطيع أن تحشد لها داعمين ماديا ومعنويا وتستطيع أن تحصل على مساندة لوجستية للانحشار في أي بلد تريده وتمارس فيه ما تريد تحت غطاء التنمية وبناء القدرات والحقوق وغير ذلك,,, فكلاهما تأتمران وتنتهيان بإشارات من دول نعلمها جميعا و نعرف من تكون هذه الدول فهي من أعطى القدس وما جاورها ذات يوم للكيان اليهودي الصهيوني المنبثق أصلا من الفكر الماسوني وكلا هذا الفكرين يندرجان ضمن ألد الأعداء للأممين (العرب) ويسعيان منذ الأزل للإجهاد عليهم وعلى مبادئهم ومعتقداتهم ومقدساتهم وأوطانهم ومن هذا السعي أن يجعلان العرب أمة وشعبا في حظيرة التخلف على المستوى الفردي أو العلمي أو الحضاري ليتم استعبادهم على مر الزمن وأيضا ليفرضوا عليهم بروتوكولاتهم وأفكارهم واتجاهاتهم وتظل هذه الأوطان تحت خط العبادة لهم ,,, يسعون دائما لنظل محصورين بين التفكير في إشباع بطوننا وغرائزنا دون أن نتطلع لأبعد من هذه الأمور وهذا المدى وهذه الأهداف لنظل في أيديهم وتحت رحمتهم لا نجرؤ أن نرفع أعيننا إليهم عوضا عن سعينا لاستعادة تاريخنا وأمجادنا ومقدساتنا وأوطاننا في ترجمة حقيقية وواقعية لحكمة خلقنا في هذه الأرض,,, ومن هذا المنطلق نتأكد بما لا يدع مجال للشك بأن كل منظمة تحط رحالها على أرضنا وتنتمي إلى أي دولة من هذه الدول الكبرى أو منظمة الأمم المتحدة لا هدف لها من كل ما تعمل وتنفق وتبذل الغالي والنفيس والجهد والمال والخبرات والأفكار إلا لنظل في دائرة مغلقة لا فتحة فيها لكي يتسنى لنا النظر إلى الأعلى حتى وأن زودتنا ببرامجها وعقلياتها ومستوياتها العالية الرفيعة فهي لا تعطينا إلا ما استغنت عنه أو ما تعلم تمام العلم أنها ستستفيد من وراء هذا ما لم يمكن أن تستفيد من عدم نشره بيننا وتعليمنا إياه ,,, دول بيننا وبينها صراع تاريخي أزلي وصراع حاضر واقع في الأرض من خلال نهب أراضينا وممتلكاتنا وثرواتنا وصراع مستقبلي متنبأ به في كل الكتب السماوية ثم تدعي أنها ترسل كوادرها العالمية لتعليمنا ونشر ثقافة البناء والتنمية وتساندنا في كل حدب وصوب ووادي لحل قضايانا وانتشالنا من براثين الفقر والجوع والمرض والتخلف وتسهر الليالي أرقا وإرهاقا لتعتني بنا وتضع الخطط والمخططات والإستراتيجيات لنا أرضا وإنسانا لنصبح من الدول المتطورة صناعيا وتسليحا وقوة ومنعة وشدة ,,, هل تعلمون أن بنود هذه المنظمات التي في لوائحهم المنشورة لا تتعدى هذه الأفكار أما لوائحها الخفية الداخلية فسأدع الرؤية والتحليل والتخمين والنظرة لكم لتتساءلوا مع أنفسكم ما أهداف هذه المنظمات في عالمنا العربي والتي يتم دعمها من جهات بيننا وبينهم صراعات أزلية .
- إن وجود هذه المنظمات في دولنا العربية وتجذرها ومع الوقت أصبحت سلطة ثانية بجانب سلطة الدولة الرسمية تأمر وتنهي وتحشد وتطالب وتتكلم وتضع نفسها موضع المسئول العام عن أبناء الدولة وتحميهم من تسلط الدولة (لتنفيذ البروتوكول الرابع من بروتوكولات بني صهيون) والذي يعني بفصل الشعب عن الدولة فصلا فكريا ونشر عامل الكرة والبغض بينهم بحيث تصبح الدولة مبغوضه من الشعب وبأن العدو للشعب هم الحكام كي يتم الاستفادة من الشعب في أوقات الحاجة كما شاهدنا هذه الاستفادة في هذه الأيام ضمن ما يمسى الفوضى الخلاقة في الأوطان العربية وستظل هذه الشعوب في صراعات مع حكامها (مادام هذه المنظمات مستمرة في العمل في هذه البلدان) لأننا نجد التعبئة الفكرية الخاطئة المرتكزة على تطور ونمو وحريات وعدالات الدول الغربية الداعمة داعمين هذه الأعمال بزيارات ميدانية وممارسات ديمقراطية وانخراط مؤقت في أوساط هذه المجتمعات وكل هذه بنيت وفقا لمخططات قديمة وليست وليدة الحاضر كون مدارسهم القديمة كالمدارس الإستشراقية فشلت فشلا ذريعا وكون الاحتلال الميداني دائما ينتهي بالفشل والخروج منكسر مهما طال مكوثه لأنها تكون مواجهات ميدانية بشرية عقائدية ,,, لذا سعوا إلى نقل هذه المواجهات الميدانية إلى مواجهات فكرية وخططية مستندين على عده أشياء ومنها بل أهمها هذه المنظمات والتي تغرز في عقول أبناء أوطاننا أفكارهم وتوجهاتهم ومخططاتهم وبعد فينة من الزمن - كما وجدنا هذه الأيام - يصلون إلى مجتمع جل شبابه إمعات ومنحلين أخلاقيا وفكريا ويطالبونهم بأن يأتوا إلى أوطاننا محتلين (تحت مسمى مخلصين ومحررين) كما وجدنا هو الحال في ليبيا وسوريا ومصر وحاليا اليمن والذي شبابها وشاباتها (بلا تمييز بين الذكور والإناث رغم أنهم أمة محمد صلى الله وعليه وسلم ) منتشرين في الشرق والغرب ومتوسلين وراكعين ومنحنيين وخاضعين ويبكون عند هذه الدول ليأتوا إلى أرضنا كي يحتلوها ويعيثوا فيها الفساد بشتى أنواعه وأهمه فساد ديني وأخلاقي واجتماعي وفي الأخير ندافع عن هذه المنظمات والجهات ونقول أنها تهتم بنا وبشبابنا وتسعى لتنمية قدراتهم ومواهبهم وجعلهم أفراد مؤثرين ومغيرين وراقيين وغير ذلك من خزعبلات الكلام,,, فالواجب كل الواجب على الشعوب العربية قبل أنظمتها أن تحذر كل الحذر من هذه الجهات وأن ترسل أبناءها إلى المدارس والمساجد وليس إلى هذه المنظمات والجهات حتى وإن كانت أبوابها ذات ألوان خضراء كألوان الدولار الأمريكي والتي فيها يصبح الفرد متعود على لمس هذه الأوراق فالوطن أهم من كل مغريات الحياة فعندما تنفق هذه المنظمات على فرد واحد فهي من خلاله تحطم مجتمع بأسره تحطيما اجتماعيا ودينيا وأخلاقيا والدولة منوطه بهذه الأمور وأن تغلق هذه الجهات وتهتم فقط بالتعليم والتنمية والتدريب بعيدا عن هؤلاء لأن هؤلاء من قادنا إلى ما نحن عليه من خراب خاصة الخراب الأخلاقي المنتشر حاليا في شوارعنا وساحاتنا.