تأتي دوماً قوة الشعوب من توحد أيدي أبنائها لمواجهة كافة الأخطار المحدقة ببلدانهم ومواجهة كافة الأفكار الهدامة التي تخترق عقول أبنائها لتكون سبباً كبيراً وثغرة حقيقية يسعى من خلالها الطامعون إلى اختراق أمن واستقرار البلدان ومحاولة لهدم كل ما هو جميل فيها.
في يمننا الحبيب جاء يوم الـ22 من مايو ليؤكد توحد الجمهورية اليمنية بتوحد أبنائها وشطريها لبناء مستقبل جميل وتحقيق هدف سامٍ سقته دماء شهداء الثورة اليمنية السبتمبرية والأكتوبرية ليكون حدثاً تاريخياً هاماً نعيشه ونظل نتذكره ونحتفل به، كونه أعاد لحمتنا أرضاً وشعباً وأصبح الشطران تحت مظلة دولة واحدة هي الجمهورية اليمنية.
لقد جاءت الوحدة اليمنية كحدث ثوري عبَّر عن تطلعات وإنجازات الإرادة الشعبية من أجل توحيد الطاقات والإمكانات الوطنية لغرس وتثبيت عزة الوطن، وتمكن الشعب من العيش في أمن واستقرار دائم لا تشوبه الشوائب يستطيع معه مواجهة كل الدعوات التي تسعى لإثارة الفتن والغوغاء بين أبناء الوطن.
إن منجز الوحدة اليمنية صنعه رجال أحبوا الوطن والشعب فأحبهم وكرّمهم التاريخ في أنصع صفحاته، وتحكي عنهم الأجيال الحالية والقادمة بكل الطاقات والمصاعب التي مروا بها للوصول إلى هذا اليوم التاريخي حتى تتمكن الأجيال القادمة من مواجهة كل الدعوات الانفصالية التي هي أصلاً دعوات معاديه لإرادة الشعب اليمني شعب الجمهورية اليمنية.. شعب الـ22 من مايو المجيد.
إننا ونحن نعيش اليوم أفراح عيد وحدتنا يجب النظر فقط إلى منجز الوحدة بعيداً عن أية أحداث أو ممارسات خاطئة أثرت سلبياً على رؤية البعض لمنجز الوحدة، وأن نضع الخلافات جانباً ونتجه نحو صنع مستقبل قادر وكفيل بحل كافة المشكلات وتصويب الأخطاء.
وعلينا جميعاً أن ندرك ونؤكد بأفكارنا وأطروحاتنا وتعاملنا وأساليبنا وتوجهاتنا أن منجز الوحدة العظيم هو هدف سامٍ من أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر اللتين جاءتا لتحرير الشعب اليمني من النظام الكهنوتي الإمامي والاحتلال البريطاني اللذين استباحا كل ما هو جميل في البلاد السعيدة لتأتي ثورة الشعب وقوة إرادته للتحرر منهما.
فبوحدتنا تزيد قوتنا وبمنجزات الوحدة العظيمة وأهدافها السامية يجب على الجميع الوقوف صفاً واحداً وداعماً للقيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والأمن في حربها ضد الدعوات والأفكار الهدامة المعادية للشعب اليمني ووحدته ونظامه الجمهوري الديمقراطي.
إننا ونحن نعيش اليوم أفراح عيد وحدتنا فإننا في ذات الوقت نعيش مرحلة انتقالية واستثنائية هامة أنتجتها الأوضاع الحاصلة في بلادنا لتولد مبادرة خليجية كمخرج وحيد وآمن عملت على تسوية سياسية بين كافة الأطراف الحزبية والسياسية في البلاد عكست حرص الأشقاء الخليجيين واهتمامهم الكبير بضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن كجزء لا يتجزأ من أمن واستقرار الخليج والمنطقة كافة.
إننا اليوم نحتفل بعيد الوحدة في ظروف استثنائية وفي ظل وجود موقف وإرادة شعبية اختارت قيادة سياسية جديدة بمحض إرادتها ومن منطلق الواجب الوطني في يوم الحادي والعشرين من فبراير لاستكمال عملية التغيير والتحديث الوطني الشامل.
أخيراً..
العيد عيدنا.. ووحدتنا هي قوتنا ومستقبلنا يجب علينا إدراك أهمية هذا الحدث التاريخي العظيم والعمل على استمراره بالشكل المطلوب وتجاوز أخطاء الماضي والوقوف ضد كل الدعوات الانفصالية المعادية لإرادة الشعب اليمني والعمل على تحويل السلبيات إلى إيجابيات في المستقبل المنظور.
ويجب على الجميع الإدراك بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو المهندس الأول وصانع هذا الحدث التاريخي بناءً على إرادة الشعب الذي أوكل مهمة الدفاع عن الوحدة لفخامة المشير عبدربه منصور هادي الذي اختارته أيضاً إرادة الشعب في الحادي والعشرين من فبراير الماضي.