الشاعرالكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان، أحد عمالقة الشعر العربي في هذا العصر قال عنه الشاعر الكبير عبدالله البردوني: «إنه موهبة كبرى متعدّدة المواهب» فقد أبدع في الشعر الغنائي، وقال البردوني عن قصائده الغنائية: «قصيدته تغنّي نفسها لما تحمله من الانسجام النفسي والفني، وقصيدته تملك لحنها الخاص وليست بحاجة إلى تحسين، وفي المجال السياسي مدرسة متكاملة، أناشيده الوطنية التي تغنّت باليمن كل اليمن أرضاً وإنساناً؛ بل تغنّت برملها وسهولها ووديانها وأطيارها ونباتها وسيولها وسبولها تعتبرمن روائع الإبداع الشعري اليمني، لم يسبقه شاعر من قبل؛ بل إنها من روائع الإبداع العربي، تغنّى بالوحدة قبل أن تتحقّق، يكفي أن النشيد الوطني الذي يردّده اليمنيون في كل مناسبة، ويردّده طلاب المدارس كل صباح، هذا النشيد الرائع الذي نسجه من وجدانه وكتبه بمداد دم قلبه، كتبه قبل الوحدة بعقود من الزمن والذي من أبياته:
يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي
أنت عهد عالق في كل ذمة
ولست هنا بصدد الحديث عن “الفضول” العملاق ولا أدّعي ذلك؛ لأني لن أفيه حقه الذي يليق به؛ ولكنها لمحة استجيش فيها الأدباء والأكاديميين ورجال الفكر والسياسة للغوص في بحر الفضول العميق؛ لأن الغوص في هذا البحر اللجّي بحاجة إلى سباحين ماهرين لاستخراج اللآلئ الثمينة المليء بها في أعماقه لتروي العاطشين وتغني السائلين وتشبع الجائعين في كل المجالات الأدبية التي نحن في أمس الحاجة إليها، فهو ظاهرة أدبية ووطنية وإبداعية نادرة لا تتكرّر.
رغم قامة هذا الرجال العملاقة إلا أنه لم يُعط حقه ولم يحظ بالتكريم اللائق به؛ لا في حياته ولا بعد مماته، مثله مثل كثير من القامات الوطنية أمثال الأستاذ أحمد محمد نعمان والشهيد الشيخ محمد علي عثمان وغيرهم الكثيرون.
إقامة مهرجان الفضول هذا العام بالتُربة لفتة كريمة تقدّر للأخ الأستاذ شوقي أحمد هائل يُشكر عليها، وهي بداية نحو تكريم هؤلاء العمالقة، ولكون الفضول بكل أعماله بحجم الوطن، كل الوطن؛ كنت أتمنّى أن يكون هذا المهرجان بحجمه الكبير، بحيث يكون مهرجاناً وطنياً يشارك فيه الأدباء والشعراء والأكاديميون من كل ربوع الوطن.
وكم كنت أتمنّى أن يكون الشاعر الكبير الأستاذ عبدالعزيز المقالح على يمين الأخ المحافظ ووزير الثقافة على يساره، وتُعد الكلمات اللائقة به من قبل أدباء ونُقاد كبار من حضرموت وصنعاء وعدن ومن مختلف محافظات اليمن، لا أن يختصر على بعض مديريات المحافظة فقط، لإيماني أن الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان «الفضول» هو ملك كل اليمن؛ وليس ملك التربة أو محافظة تعز فقط، وحق على كل أبناء اليمن تكريمه والاحتفاء بمهرجانه.
أكرّر.. إن هذا المهرجان بداية خير ولفتة نحو هؤلاء العمالقة يُشكر عليها الأخ المحافظ، وكل من بذلوا الجهود، وبداية الغيث قطرة.