هناك قضايا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل حشرت ضمن العناوين، ومضامين المبادرة الخليجية الدولية بآليتها التنفيذية، والمزمنة.. فلا أستبعد أن تكون مثل هذه القضايا تقف وراءها قوى محلية، وإقليمية، ودولية تمليها على آليات محلية ممثلة في مؤتمر الحوار الوطني بحيث تحملها وتفرضها على المؤتمر.. رغم أنها قضايا جزئية، وقضايا ستطغى على المؤتمر على حساب القضية الكلية المتمثلة في إعادة صياغة الدولة من جديد بما يحقق إعادة الدولة، والسلطة، والثروة، والموارد إلى الشعب وفي إنجاز ذلك من خلال السير في تنفيذ المبادرة الخليجية سوف تتم معالجة القضايا الجزئية، التي قبل بها مؤتمر الحوار، ورضي بفعلها ضمن مهام المؤتمر، وبقبوله، ورضاه بذلك ارتكب المؤتمر أخطاء، كون ذلك سيذهب بالمؤتمر بعيداً عن القضية الكلية للشعب الأساسية وهي إقامة الدولة المدنية العصرية، دولة العدالة، والمساواة، دولة المؤسسات، والقانون والنظام، دولة الشعب وسلطة الجماهير، بدلاً من دولة، وسلطة النخب الحزبية السياسية القبلية الدينية المذهبية العسكرية الاجتماعية.. وهي النخب التي أعاقت قيام الدولة المدنية منذ إنبلاج الثورة اليمنية(سبتمبر،وأكتوبر)، وهيمنت على السلطة خلال الـ15سنه الماضية، والآن تهيمن على مؤتمر الحوار الوطني، وتسعى إلى الانحراف بالمؤتمر الوطني عن مساره لإنجاز الدولة المدنية الشعبية، وتحوله إلى منبر لصراعاتها الماضية والحاضرة والمستقبلية، وذلك من خلال مطالبها بفتح ملفات بعض القضايا، وهي ملفات تعود إلى سنين مضت ، وكلهم متورطون فيها.. وفتحها في مؤتمر الحوار الوطني للحوار من الأخطاء الفادحة، لأنها ملفات تعود لخمسين سنة مضت تتبناها القوى الممثلة في مؤتمر الحوار من باب الضغط على بعض والمزايدة السياسية، والمناكفة، والمكايدة.. كل يهدف من وراء ذلك الفوز بنصيب مرض من الدولة الجديدة، دون أي اعتبار للشعب، مالم فإن الكل مستعد لهدم المعبد على رأس الجميع.. أي إفشال المؤتمر والذهاب إلى المواجهة، والفتن، وبالتالي الفوضى الخلاقة.
إن مؤتمر الحوار الوطني يجب أن يعود عن المتاهات الجزئية.. وعليهم أن يعودوا إلى المبادرة الخليجية، وحكاية بناء الدولة وخاصة الدستور فهو أساس الدولة الجديدة، وعليهم أن يتعاملوا في تصور الدولة الجديدة كيمنيين، وليس كحزبيين، أو حسب الكيانات التي ينتمون إليها، لأن الانتماء إلى الشعب هو الأكبر والأولى.. وإذا كان هناك ولابد من تضحية فليضحوا بانتماءاتهم الضيقة، ويتمسكوا بانتمائهم الأوسع والأشمل، وهو الانتماء إلى اليمن، وإلى الشعب.
على الجميع في مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن يدركوا أن كل القضايا الجزئية لايمكن أن تحل في مؤتمر الحوار، ولاهي قضايا الشعب اليمني بل هي قضايا تخص الأحزاب والحركات، والتنظيمات التي حكمت خلال الفترة الماضية.. وعلى الجميع أن ينسوها، ويغلقوها، بل ويحرقوها، وبدلاً من العودة لاستجرار الماضي إلى الحاضر ليقتل المستقبل.. على الكل أن يتوجه إلى الأمام إلى المستقبل، وتجاوز الماضي بأخطائه وسلبياته.