هذا المجرم «الجوع» الذي دفع الإمام علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه - لأن يتمنى قتله لو كان رجلاً أخذ في التوسع بإيقاع متسارع لا تخطئه عدسات الفضائيات..
} ولنا أن نتصور دلالة أن أكثر من مليار إنسان.. هذا يعني أن واحداً من كل ستة أشخاص يعاني الجوع رغم أن طفلاً يموت كل ست ثوانٍ متأثراً بالجوع وسوء التغذية..
* استشعاراً لهذا الخطر تنعقد القمة العالمية الثالثة للأمن الغذائي بمشاركة أكثر من ستين دولة حرصت على حضور قمة الغذاء وفي روما، حيث المقر الرئيسي لمنظمة «الفاو».
} التحدي الذي يواجه هذه القمة هو تعمّد غياب الدول الغنية الثمان ويعتقد أن الدافع هو الهروب من أي تنفيذ لبرنامج جمع المعونات للمجتمعات الفقيرة التي تعاني الجوع..
* وإذن.. هرب الكبار دونما إحساس بمسؤوليتهم عما يحدث من مخاطر الجوع والحروب والإرهاب وجميعها معوقات تمثل نتيجة لسياسات الكبار وتغذيتهم للصراعات ولعبهم بالمناخ ووصولهم حد إحراق الفائض الغذائي طمعاً في أسعار لا تقبل الهبوط بذات هبوط تدني الأخلاق..
* القمة العالمية الثالثة للأمن الغذائي بغياب الكبار تمثل صداماً بين الأغنياء والفقراء وتكشف عن تهاون العالم في استئصال شأفة الجوع وتداعياته على السلم الإنساني بل والسلام الدولي..
* وبالنظر إلى هزالة ما يحتاجه العالم الفقير فإن العائق أمام استئصال الجوع أو التخفيف منه إنما يحتاج إلى إرادة سياسية من قبل الدول الكبرى بحيث يتوقف هذا المكر الذي عمل على تخفيض ميزانية برنامج الغذاء إلى النصف..
* محاربة الجوع تحتاج إلى تعاون دولي وإلا سيموت الكثيرون ولن يخلو الأمر من نيران تطال الجميع..