كل من يرتدي بزة حمايه الوطن- عسكرياً أو أمنياً- يعز علينا، ونحرص كل الحرص لاعلى حياته وكرامته فقط بل نحرص على اصبع في كفه او قدمه..
ان ابناءنا واخوتنا في القوات المسلحة قبل ان يكونوا حماه سيادة الوطن وامن من عليه، وناذري حياتهم وراحتهم من اجل وطن عاهدوا الله على حمايته وصونه وبنائه هم الاخوة والابناء والآباء وشركاء قلوب تخفق بحبهم، ولهذا نحرص على اصبع في جسده ودمعةً في عين طفله، كما نحزن لحسرة تصيب قلب امه او شريكة حياته، اما حياته فلا يساويها إلا ما يرتقى الى مكانتها المكرمة وفي ظل هدف نبيل لحماية الوطن، وذوداً عن سيادته، وصوناً لمكاسبه ومنجزاته.. وما دون ذلك نرى ان التفريط والتساهل بحياته جريمه وكفر بالله وبالقيم النبيلة والإنسانية.
ان الحفاظ على حياة جند الوطن وحماة امنه وميزان عدالته مسؤوليتنا كمواطنين، وقبل ذلك هي مسؤولية الدولة على مختلف مسؤليها من ساسة وقادة.. فمن نذر او وهب حياته من اجل شعبه ووطنه، لا يعني انه قد ارخصها او انها قد وهبت لفداء رغبة هذا او مصلحة ذاك فالعكس هو الصحيح اي ان على صاحب القرار او من يقرع طبول حرب ان يفكر الف مرة في الهدف السامي النبيل الذي يساوى مكانه حياة جندي من جنودنا.ومقاتل في سبيل وطنه.. كمقاومة لمستعمر او دفعاً لغازٍ او احقاقاً لحق برفع مظلمه وبردع متجبر واخذ حق لضعيف عند ظالم متكبر.
ان عاش فهو مجدنا، وان كتبت له الشهادة فهو اكرمنا عند الله سبحانه، كما ان كرامته من كرامة ابناء شعبه من المواطن البسيط الى رأس الدولة ومن العار كل العار ان تزهق حياة جندي من جنود الوطن على يد معتوه من ابناء وطنه او من شريك له في الأخوة، والدين والوطن، عار يتحمله من يستهين بذلك، ولا يكبح جماح متهور، ولا يتعامل مع حدث كجريمة وكفر.
اقول هذا لا لأني اكتب هذه الاسطر في صحيفة ناطقه باسم القوات المسلحة او حماة الوطن من جيش وامن، ولكن لان الحقبة ومنطق الحال ما يملي علينا ذلك.. ولأن الجندي او من يرتدي بزه الدفاعي عن الوطن بدافع وطني شريف ليس سلعةٍ للمتاجرين بالحروب او ورقة كاتشينو «بطة» على مائدة قمار، ولا قرباناً في معبد وثني جاهلي.. وليس منا من يسعى لمصلحة او يدافع عن منفعه ومغنم بالاعتداء على اخوته من منتسبي القوات المسلحة والأمن.