اليمن بلد جميع اليمنيين سلطة، معارضة، مستقلين .... وخيرها يعم الجميع، فإذا هنا على أنفسنا هنا على الأخرين. طبعاً دول مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، ألمانيا الاتحادية، فرنسا .. لا يهمها الشعب اليمني ولا شهدائه من الطرفين المؤيد والمعارض، بل يهمها مصالحها ليس إلا، فكم من المآسي والانتهاكات لحقوق الانسان في فلسطين، أفغانستان، العراق، الصومال، ليبيا ... هل حركت القوى الغربية والمدافعة عن حقوق الإنسان ساكناً؟ بالعكس تماماً هذه القوى هي التي تقتل الشعوب المستضعفة بالحصار، الضربات العسكرية، زرع الفتنة باستخدام فضائيات ومؤسسات إعلامية وبالاعتماد على فئتين هامتين في الشعوب المستهدفة، هما فئة العملاء وكذا فئة شهوانيو السلطة ممن هم في الداخل أو يتسكعون بالخارج. طبعاً أنا هنا أخاطب الشرفاء من أبناء الأمة اليمنية سواء كانوا في السلطة أو المعارضة ... كلنا شركاء في الوطن، فلا أحد يستطيع أن يقصي أحد [ هكذا المنطق يقول ]، وحريتك تنتهي عندما تعتدي على حرية الاخرين؛
إذاً ما ذنب السكان المجاورين لساحات الاعتصام؟ ! .. ما ذنب طلاب الجامعات والمدارس حرمانهم من الدراسة في الأماكن المخصصة للتعليم؟ لماذا تعطيل التنمية؟ لمصلحة من تدمير الاقتصاد اليمني؟ ... ما ذنب الشعب اليمني في حرمانه من ممارسة حياته الطبيعية؟.
وللمميزات الأتية، لم تنهار الدولة اليمنية :-
الحكمة التي وصف بها اليمنيون من قبل الرسول عليه الصلاة والسلام.-
حكمة الرئيس/ علي عبد الله صالح، وشجاعته، وإصراره على التغيير من خلال تحديد مدة الرئاسة بدورتين ...... وقد تجلى ذلك بقوة من خلال خطابيه الشهيرين بداية هذا العام 2011م، الأول تحت قبة البرلمان والثاني في مدينة الثورة الرياضية بصنعاء، وكذا مرونته في التعامل مع الأزمة السياسية من خلال التأكيد على المبادرة الخليجية والإلتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2014من أجل إخراج اليمن منها [ أي الأزمة ] ، وما توقيعه على المبادرة الخليجية في الرياض إلا تأكيداً لمصداقية هذا التوجه الذي يجعل مصلحة اليمن فوق كل اعتبار.-
اليمن دولة قائمة على مؤسسات دستورية ديمقراطية.
تجسيد المسار الديمقراطي، في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجالس المحلية والمحافظين، والذي شهد لها الغرب بنفسه.
المناخ السياسي التعددي الذي تتمتع به اليمن، فالكبت السياسي غير موجود بها.
المصداقية التي يتمتع بها نظام الحكم في اليمن، داخلياً، إقليمياً ودولياً.
وجود معارضة مسؤولة أدركت ما يراد من سوء لليمن، فعملت على الدخول في شراكة مع الحاكم من أجل إيقاف نزيف الدم، و تفويت الفرصة على الطرف أو الأطراف التي تتاجر بمآسي اليمن... ووقعت على المبادرة الخليجية.
اليوم انتصر الشعب اليمني، اليوم جميع القوى السياسية الخيرة في اليمن انتصرت، اليوم الحكمة اليمانية انتصرت، اليوم اثبتت اليمن أنها ليست كمصر أو سوريا أو ليبيا أو تونس ... اليمن لها خصوصيتها، اليوم تناسى اليمنيون الأحقاد وبإرادة حديدية يصرون على استكمال بناء وتطوير المنجزات التي تحققت منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر. وفي الأخير الشكر كل الشكر للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، لجمال بن عمر المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة لليمن وعبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي، ولكل من ساهم في رأب الصدع بين اليمنيين.
* باحث دكتوراه في العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، مختص في شؤون القرن الإفريقي والبحيرات العظمى.